الجزء الأول من السيرة النبوية عن مولد رسول الله صلي الله عليه وسلم.

بناء الكعبة و دعوة أبي الأنبياء 

بناء الكعبة ودعوة الانبياء

الكعبة يا أحبائي هي أول بيت يبني للمؤمنين؛ يعبدون الله عز وجل فيه، وهي توجد بمكة المكرمة. 

ولما تهدمت الكعبة ومر على ذلك أزمان طويلة، أمر الله عز وجل نبيه إبراهيم الخليل أن يرفع قواعدها الموجودة في صحراء مكة المكرمة. 

فاستجاب إبراهيم عليه السلام لأمر ربه، وساعده في ذلك ابنه إسماعيل عليه السلام. 

فتعاونا معًا على ذلك، حيث كان إسماعيل عليه السلام يأتي بالحجارة، وأبوه إبراهيم عليه السلام يبني. 

وعندما كان إبراهيم يبني الكعبة هو وابنه إسماعيل - عليهما السلام -  دعا إبراهيم عليه السلام الله أن يرسل للناس رسولًا يدعوهم إلى الخير والصلاح. 

فاستجاب الرب الكريم دعا إبراهيم عليه السلام، واختار نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم من جميع البشر ليعلم جميع الناس أوامر الدين الحق ( دين الإسلام). 


عــــــــــــام الفيل 

عام الفيل يا أحبائي هو العام الذي أراد أبرهة الأشرم ملك اليمن الشرير أن يهدم الكعبة (بيت الله الحرام) بجيش كبير يأتي به من بلاده. 

أحضر أبرهة مع الجيش فيلًا ضخمًا، وأفيالًا أخرى كثيرة، فأرسل الله عليهم طيورًا كثيرة تقذفهم بحجارة محرقة من السماء جاءوا بها من نار جهنم، فأحرقتهم وأهلكتهم جميعًا. 

حمى الله سبحانه وتعالى الكعبة التي هي بيته في الأرض، ويحج إليها المسلمون من كل مكان كل عام. 


مولد النبي صلى الله عليه وسلم

وفي هذا العام (عام الفيل) ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. 

ولما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جنينًا صغيرًا في بطن أمه، مات أبوه عبد الله بن عبد المطلب. 

وفي عام الفيل وبمكة المكرمة ولدت آمنة بنت وهب : ابنها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وفرح به جده عبد المطلب كثيرًا، وهو الذي سماه محمدًا. 

وفي اليوم الذي ولد فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رأت أمه آمنة في منامها أن نورًا يخرج من جسمها ينير ما بين المشرق والمغرب، حتى رأت منه قصور الشام.


نشأة النبي صلى الله عليه وسلم ورضاعته. 

نشأ النبي صلى الله عليه وسلم يتيمًا بلا أب، ورباه جده عبد المطلب ورعاه، وكان يحبه كبيرًا. 

وكانت المرضعات يأتون من كل مكان يأخذون الأطفال معهم للبادية ويرضعونهم حتى يكبروا، ثم يعيدونهم إلى أهلهم. 

أخذت المرضعة حليمة السعدية الطفل الرضيع محمدًا معها، فحدث معها أشياء عجيبة، حيث تغيرت أحوالها؛ فزاد حليب جملها، وامتلأ ضرعة لبنًا، وزادت قوة حمارها حتى أصبح أسرع ما يكون. 

وصلت حليمة ومعها محمد إلى البادية في مكان اسمه : " ديار بني سعد "، حيث كانت تعيش حليمة. 

وفي ديار بني ساعدة كانت حليمة تمتلك أرضًا قليلة الزرع، ولم يكن هناك أرض أجدب منها، فلما وصلت إليها بصحبة محمد، ظهرت آثار بركته، ومن ذلك أن غنم حليمة السعدية كانت تذهب فترعى ثم ترجع إليها وقد امتلأ ضرعها لبنًا دون أغنام جيرانها الآخرين. 

وكبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في البادية وأصبح قوي الجسم صحيح البدن، وحان الوقت لأن ترجعه حليمة لأمه، بعدما بلغ من عمره سنتين. 

لكن حليمة أرادت أن يبقى معها مدة أطول؛ لما رأت من بركته، فلما ذهب لأمه آمنة، استأذنتها في بقائه معها، وأخذت تقنعها حتى وافقت. 

وهكذا عاد محمد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى مع حليمة لبادية ( ديار بني سعد). 

وكانت حليمة رضي الله عنها تهتم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وترعاه رعاية تامة كباقي الأمهات مع أولادهن. 

وبعد ما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم من العمر أربع أو خمس سنوات، أرجعته حليمة إلى أهله ليعيش معهم؛ خوفًا عليه. 

 

الجزء الثاني من السيرة النبوية للأطفال، نشأتة صلى الله عليه وسلم.
تعليقات