قصة سيدنا يونس مع الحوت للأطفال، من قصص الأنبياء.

يونس عليه السلام

كان رجل اسمه متى يعيش في قرية من قرى العراق اسمها ( نينوى)، أنجب هذا الرجل غلامًا اسمه يونس، كانت هذه القرية تعبد الأصنام والأوثان من دون الله، نحتوها من الصخور وأخذوا يسجدون لها و يقدسونها تاركين عبادة الله الواحد الأحد… 


دعوة يونس لقومه

ولما أراد الله بهم الخير أرسل لهم رسولًا لكي يهديهم إلى عبادته، ويبعدهم عن عبادة الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع.. 

وكان هذا الرسول هو يونس بن متى… 

أخذ يونس يدعو أهل قريته نينوى إلى عبادة الله، ويخبرهم أنه سبحانه هو الإله الأعظم، وهو سبحانه الرزاق الذي يسير لهم أرزاقهم و أقواتهم، فينبت لهم الزرع فيأكلون منه ويطعمون منه أغنامهم و أنعامهم.. 

وهو الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، وهو الذي يستحق العبادة دون غيره.. ظل يونس يدعو أهل قريته ليلًا ونهارًا، كما فعل إخوته الأنبياء من قبله، يقول لهم :

( يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره) 

لكن قومه قبلوا دعوته بالعناد، وجادلونه بالأدلة الباطلة والحجج الفاسدة، ويونس يدعوهم ويذكرهم بالأقوام السابقة وما حل بهم من عذاب الله… 


خروج يونس غاضبًا للبحر 

يئس يونس من قومه من عدم طاعتهم لربهم، فحزن عليهم أشد الحزن، وغضب منهم غضبًا شديدًا، وحذرهم أن ينزل الله عليهم من غضبه وسخطه.. 

ترك يونس - عليه السلام - قومه وذهب غاضبًا منهم و ساخطًا عليهم، وموقنًا أن عذاب الله سيحل بهم كما حل بالأمم الكافرة قبلهم، فخرج متوجهًا ناحية البحر.. 

أيقن أهل قرية يونس أن خروجه من بين أظهرهم أن العذاب نازل بهم لا محال.. 

خروج يونس غاضبًا للبحر

 

توبة جميع القرية

فكر القوم كثيرًا في هذا الأمر ثم استقروا على أن يتوبوا إلى الله جميعًا ويرجعوا إليه آسفين نادمين على ما فرطوا في عبادته سبحانه وتعالي… 

فجمعوا نسائهم وأولادهم ولبسوا ملابس الرهبان ثم صعدوا قمم الجبال يرفعون أكف الضراعة لله الواحد أن يغفر لهم ذنوبهم ويتوب عليهم.. 

آمن كل القرية جميعًا:

قال تعالى: ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين). 

توبة جميع القرية


يونس في بطن الحوت

لما توجه يونس - عليه السلام - ناحية البحر لم يعلم أن أهل قريته جميعهم تابوا وأنابوا إلى ربهم، وأن الله تاب عليهم وعفا عنهم.. 

كانت الشمس تقترب من مغربها حينما وصل يونس إلى الميناء، وهناك وجد سفينة على أهبة الاستعداد للإقلاع، فركب فيها، وفي بداية ظلام الليل تحركت السفينة، وفي منتصف البحر أخذت السفينة تتأرجح حتى كادت أن تغرق، فقرر القوم أن يلقوا أحد الركاب لكي يخففوا حمولتها، فاستهموا (اقترعوا) بينهم مرات عديدة وفي كل مرة يقع سهم يونس.. 

فالقي يونس بنفسه في البحر، وفي لحظة التقم الحوت يونس في فمه وأدخله في جوفه قبل أن يغرق، ثم جاءه الأمر من الله ألا يكسر له عظمًا أو يجرح له جلدًا… 


في ثلاث ظلمات؛ ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت، أخذ يونس يسبح الله كثيرًا  ويدعوه ويناديه:

 (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) 

هذه الدعوة لا يدعو بها مكروب إلا فرج الله عليه كربه، فأصدر الله أمره للحوت أن يأتي إلى ساحل البحر ويلفظ يونس من جوفه، فوجد نبي الله نفسه في العراء و كاد أن يهلك؛ لولا لطف الله به أن أنبت شجرة قرع أظلته من حر الشمس. 

يونس في بطن الحوت

ولم اشتد عوده واسترد عافيته ذهب يونس إلى قريته وهو لا يعلم بتوبتها إلى الله ولا بعفو الله عنها، فأقبلوا إليه يزفونه بالفرح والسرور وهم سعداء بعودته وهو سعيد بتوبتهم و بعفو الله عنهم..

ظل نبي الله يونس بن متى يدعو قومه حتى توفاه الله… كان - عليه السلام - من اصطفاهم الله على العالمين: قال تعالى:

( وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين) 

وكذلك جعل الله من الصالحين:

( فأجابته ربه فجعله من الصالحين) 

وقد قال رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - :

"ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى". 

استفدت من قصة نبي الله يونس هذه الدروس

  • أن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا. 

  • أن تقوى الله نجاة للعبد في الدنيا والآخرة. 

  • استجابة الله لدعاء المؤمن؛ لطف الله - تعالى - بعبده. 

  • قدره الله - تعالى - المطلقة. 

  • أن المؤمن قد يعاقب على ذنبه في الدنيا، ثم يعفو الله عنه.

تعليقات