قصة سيدنا هود عليه السلام بالتفصيل ومختصرة للأطفال، من قصص الأنبياء.

هود عليه السلام

أول الشرك

بعد الطوفان تفرق الذين نجوا بإيمانهم بالله في أنحاء الأرض، ومرت أعوام ومازال الناس يعبدون الله كما أمرهم نبيهم - نوح عليه السلام - وبعد مدة فكر الناس أن يصنعوا تماثيل لأجدادهم الذين كانوا يعبدون الله ويدعون إليه حتى يتذكرهم، وأخذ الشيطان يلح عليهم بأن يعبدوا هذه التماثيل حتى أشركوا بالله وعبد هذه التماثيل والأصنام من دونه.. 

قصة سيدنا هود عليه السلام

   

وفي منطقة من مناطق اليمن السعيد سكنت قبيلة تسمى قبيلة عاد… وكانت عاد أول من عبد الأصنام بعد طوفان نوح.. كان أفراد هذه القبيلة يتميزون بأجسامهم الضخمة و بنيانهم الشديد...بني هؤلاء الناس بيوتًا ذوات أعمدة عالية ضخمة، لم يخلق مثلها في أنحاء الدنيا، وكذلك بنوا حصونًا مرتفعة  وقصورًا لم يشهدها أي زمن، و ملكوا حضارة عظيمة.. 

أول الشرك

 

 مقابلة نعم الله بالجحود والنكران

قال تعالى:

( إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد). 

وكذلك برعوا في الزراعة نظرًا لخصوبة أرضها، وكثرة الماء العذب الذي أنزله الله لهم، فكثر عندهم الخير الوفير، من أغنام وأنعام، وزروع وثمار. 

لم يقابل هؤلاء الناس كل هذه النعم التي أنعمها الله عليهم بالشكر، ولكن قابلوها بالجحود والنكران.. 

مقابلة نعم الله بالجحود والنكران

لم يحمد الله هؤلاء القوم على نعمه التي رزقهم الله بها، ولكنهم يتفاخرون بقوتهم الكبيرة، واختالوا على الناس بما وهبهم الله من نعم وشدة وبأس،  فأخذوا في قتل الناس، وسفك دمائهم، وقطع الطرق على القوافل وأخذ اموالها، وكذلك ازدادوا في فعل المنكرات الكثيرة وغرهم ما هم فيه من قوة، وحسبوا أن لا يقدر عليهم أحد.. 


بعثة نبي الله هود

( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون) لما كثر الفسق والكفر في هؤلاء القوم، أرسل الله لهم نبيًا منهم، معروف بينهم بالصلاح والتقوى؛ اسمه هود - عليه السلام - أخبر هود قومه بأنه رسول الله إليهم جاء ليبلغهم رسالات ربهم و ينصح لهم، ويردهم إلى عبادة الله بدلًا من هذا الشرك وعبادة الأصنام والأوثان الذي هم فيه.. 

بعثة نبي الله هود

تعجب هود من الأمور التي يفعلها قومه؛ ينحتون الحجارة آلهة بأيديهم ثم يعبدونها من دون الله، ما هذا الضلال الذي هم فيه؟!! 

وأخذ يدعوهم ويذكرهم بالتوحيد الخالص وترك المنكرات والمعاصي، والإقبال على فعل الطاعات والخيرات، وهم مصرون على ما هم فيه من جحود ونكران لفضل الله عليهم.. 

رد عليه قومه: أجئتنا لنعبد إلهًا واحدًا ونترك ما كان يعبد آباؤنا من آلهة؟!  فإن كنت صادقًا فأتنا بعذاب الله الذي تعدنا إياه. 


عذاب الله

بعث الله عليهم الحر الشديد، ومن عنهم المطر، وجفت الآبار والأنهار، وماتت الزروع والمواشي، وأصبحت الجنة التي كانوا يعيشون فيها أرضًا جدباء، واستمر هذا مدة ثلاث سنوات. 

وفي يوم من الأيام رأى قوم هود سحابة كبيرة في السماء تأتي إليهم فاستبشروا بها خيرًا وقالوا هذا مطر جاء إلينا، ولكن هذه السحابة كانت سحابة عذاب، بها رياح شديدة قوية وبرد قارص، لا تقدر أجسامهم على بعض ضخامتها على احتماله.. 

عذاب الله

استمرت الرياح والبرد القارس على هؤلاء القوم سبع ليال وثمانية أيام، وكانت الريح تأتي القوم فتأخذ الواحد منهم فترفعه إلى أعلى، ثم تغرز رأسه في الأرض، فكانت جثثهم وأجسامهم تشبه أعجاز النخل التي خوت فلا تحوي في جوفها على شيء يقيمها.. 

وكانت الرياح مسلطة على الكفار فكانت تدخل كل كهف أو غار ولو كان في أعظم جبل فتخرج من كان فيها من الكفار وتهلكه. 

ونجي الله نبيه والذين آمنوا، فانتقل بهم إلى مكان آخر ليعبدوا الله فيه بعيدًا عن هذه القرية التي حل بها عذاب الله وسخطه. 


استفدت من قصة نبي الله هود هذه الدروس 

  • أول دعوة جميع الأنبياء لقومهم: توحيد الله عز وجل. 

  • أن الغرور والتباهي بالقوة يؤدي إلى أسوأ العواقب. 

  • على الإنسان أن يداوم على ذكر الله، وأداء حقه وشكره. 

  • أن الدعوة إلى الله لابد أن يتحلى صاحبها بالعزيمة والإخلاص.

  • تنوع أسلوب دعوة الأنبياء بين الترغيب والترهيب. 

  • ينجي الله المؤمنين بإيمانهم به، وإخلاصهم لهم. 


تعليقات