قصة أصحاب الأخدود وحكاية الغلام للأطفال، من قصص القرآن الكريم.

أصحاب الأخدود 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

اليوم عندنا قصة.. قصة بطلها صبي.. يضرب لنا مثلًا في التمسك بالإيمان بالله.. والتضحية بنفسه في سبيل الله.. حدثت في قديم الزمان..

انصتوا… وركزوا… وافهموا ثم تعلموا..

نعم تعلموا… من قصص القرآن الكريم.. 

هيا ندخل إلى بستان القرآن العظيم لكي نري هذه القصة… 

ساحر الملك العجوز

ذهب الساحر العجوز للملك، وقال له : سيدي لقد كبر سني وانحنى ظهري، و أوشك عمري على الإنتهاء، أرجو أن تنتقي غلامًا ذكيًا أريبًا، و ترسله إلى كي أعلمه السحر ليكون في خدمتك بعد مماتي. 

أمر الملك حاشيته باختيار غلام  ذكي وإرساله للساحر يوميًا لكي يتعلم منه السحر.. 

كان الغلام يخرج كل يوم من بيته إلى بيت الساحر صباحًا  ويرجع إلى بيت أهله مساءً.. وكان في الطريق صومعة صغيرة يعيش فيها راهب عجوز يعبد الله الواحد الأحد… 

ساحر الملك العجوز

أمر الساحر أم أمر الراهب 

دخل الغلام صومعة الراهب مرة وهو في طريق الساحر، واستمع له فآمن بالله الواحد الأحد، وتعود أن يجلس كثيرًا مع الراهب، ويتأخر على الساحر، فكان الساحر يضربه، فشكا للراهب… 

فقال له : إن تأخرت على الساحر فقل له حبسني أهلي، وإن تأخرت عن أهلك فقل لهم : حبسني الساحر.. 

وفي يوم من الأيام اعترضت دابة كبيرة الحجم، مخيفة المنظر طريق الناس واغلقته، ومنعت الناس من المرور في الطريق.. ولما رآها الغلام فقال في نفسه : اليوم أعلم من الذي على الحق؛ الساحر أم الراهب.. 

فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس. 

أمر الساحر أم أمر الراهب

الملك يعلم بأمر الغلام

فأتى الراهب فأخبره  فقال له : أي بني؛ أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى، فإن ابتليت فلا تدل على… 

كان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص والأعمى، وغير ذلك من الأمراض، بإذن الله، فسمع بذلك رجل أعمى كان يجلس مع الملك، فقال له : إن أنت شفيتني، سأعطيك هدايا كثيرة. فقال : إني  لا أشفي أحدًا، إنما الشافي هو الله، فإن آمنت دعوته فشفاك. فآمن بالله تعالى فشفاه. فأتى الملك فقال له : من رد عليك بصرك؟ قال الرجل : ربي. قال: أولك رب غيري؟! قال : ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. 

الملك يعلم بأمر الغلام

الشق بالمنشار

فأخذ الملك الغلام فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء به فقيل له: ارجع عن دينك. فأبي، فشقه بالمنشار نصفين، ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك. فأبي، فشقه نصفين كذلك. 

ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأبي، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فصعدوا به، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه من فوق قمة الجبل. 

فذهبوا به فصعدوا الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا مات جميعًا، وجاء الغلام يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. 

الشق بالمنشار

اللهم اكفنيهم بما شئت

فدفعه إلى نفر من أصحابه وقال لهم : اذهبوا به فاحملوه في سفينة وتوسطه به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. 

فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. 

فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ فقال:  كفانيهم الله تعالى. 

فقال الغلام للملك: إنك لا تقدر أن تقتلني حتى تفعل ما آمرك به. 

قال له الملك: ما هو؟ 

اللهم اكفنيهم بما شئت

التضحية في سبيل الله

أكمل الغلام: تجمع الناس في صعيد واحد و تصلبني على جذع نخلة، ثم تأخذ سهمًا من كنانتي، ثم ضع السهم في منتصف القوس، ثم تقول: بسم الله رب الغلام، ثم ترميني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. 

فجمع الملك الناس في صعيد واحد وصلبه الغلام، ثم أخذ سهمًا من كنانته، ثم وضع السهم في القوس، وقال: بسم الله رب الغلام، ثم رمى الغلام بسهم، فوقع السهم في صدغ الغلام. 

فوضع الغلام يده على صدغه فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام. 

فقال الناس للملك والله لقد حدث لك ما كنت تحذر وتخاف منه، فقد آمن الناس. 

التضحية في سبيل الله

طفل تكلم في مهده

فأمر الملك بحفر أخاديد كثيرة، على رأس كل طريق أخدود وأشعلت في هذه الأخاديد النيران العظيمة الشديدة. 

ثم نادي الملك على حاشيته آمرا لهم : من لم يرجع عن دينه فألقوه في هذه النيران المشتعلة، ففعلوا، وألقوا فيها المؤمنين بالله.. 

حتى جاءت امرأة ومعها صبي صغير لها تحمله على كتفها، تقاعست أن تقع فيها.. فتكلم الغلام في مهده وقال لها: يا أماه اصبري فإنك على حق… 

قال تعالى :

((3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)). 

طفل تكلم في مهده