 |
| الولد المشاغب علي |
في ليله من ليالي الشتاء الباردة جلس علىّ يلعب بألعابه بصوت مرتفع في وقت متأخر من الليل، فجاءت الأم مسرعة وطرقت باب الغرفة ثم دخلت.
وقالت: علىّ يا حبيبي ألعب واستمتع ولكن للعب شروط، وهي أن تلعب بصوت منخفض في وقت باكر، وبعد ذلك تنظم العابك و ترتب غرفتك الجميلة هذه.
رد علىّ : اعتذر يا امي اني قد سهرت لهذا الوقت المتأخر ورفعت من صوتي و ازعجتكم، و سأرتب العابي وغرفتي.
قالت الأم: لقد صعدت لغرفتك منذ ساعات كي تنام ولكنك بعثرت العابك، ورفعت من صوتك، و أنا حزينة لأنك لم تصدق معي وأيضا كيف تسهر في وقت متأخر من الليل وفي الصباح الباكر لديك مدرسه؟!
رد علىّ : لقد أخطأت يا امي واتمنى ان تسامحيني واتجه على نحو أمه وقبلها وقال: يا أمي الحبيبه أنا لا أستطيع النوم وانت غاضبة مني فاحتضنت اللم عليًا
وقالت له: هيا لنرتب ألعابك وتذهب إلى سريرك يا صغيري، ثم روت له قصة، و أثناء رواية القصة غط علي في نوم عميق ثم أغلقت الأم باب الغرفة، لكي ينام في هدوء.
اشرقت٦ شمس يوم جديد واتجهت الأم لتوقظ عليًا ليذهب إلى المدرسة متجهة نحو غرفته ودخلت الغرفه وقالت بصوت هادئ علىّ يا بني استيقظ لنذهب إلى المدرسة ولكن عليًا لم ينم إلا في وقت متأخر من الليل فلم يستطيع الاستيقاظ إلا بعد فترة طويلة فنهض علي متكاسلًا.
وغسل وجهه و توضأ وصلى. واتجه نحو المطبخ حتى يتناول طعام الفطور، ثم جاءت حافلة المدرسة وركب علىّ الحافلة.
وهو غاضب لعدم نومه كفاية، ووصلت الحافلة للمدرسة، وأثناء الطابور الصباحي رأي علىّ باسمًا في الصف الأمامي، فشد علي شعر باسم فصرخ باسم وجاء معلم
وقال ماذا هناك؟
لماذا تصرخ يا باسم؟
فرد باسم: يا معلمي لقد شد على شعري والمنى.
فقال المعلم: اعتذر لباسم ولا اريد فعل هذا مرة أخرى، واعتذر على لباسم وانتهى الطابور، وصعد التلاميذ فصولهم، وفي حصة الرسم أثناء تلوين زميله أحمد لرسمه، ألقى علىّ ألوان أحمد علي الأرض، فبكي أحمد فجاءت المعلمة.
قالت: علىّ لماذا فعلت ذلك؟
فرد علىّ : لقد طلبت من أحمد قلم ألوان و رفض إعطائى إياه، ولكي اعاقبه فعلت ذلك. فقالت المعلمة: إنك يا علي تؤذي أصدقاءك، ولقد زاد الأمر كثيرًا وسوف استدعى والديك لأشكو لهم فعلتك هذه، واتصلت المعلمة بوالدة علىّ، وطلبت منها الحضور إلى المدرسة.
و في صباح الغد، وبعد انتهاء اليوم الدراسي؛ أوصلت الحافلة على البيت، وأمام البيت رأي علىّ عصفورًا جميلًا لا يستطيع الطيران بشكل جيد، فربط رجل العصفور بالشجرة وظل العصفور يتخبط بأغصان الشجرة، وجلس علي يضحك على العصفور، فرآه جاره أمير وهو يؤذي العصفور فذهب إليه مسرعًا.
وقال: ماذا تفعل يا علىّ؟!
حرام ما تفعله بالعصفور المسكين، وحرر أمير رجل العصفور وقدم له الطعام.
وقال لعلي: سوف أخبر والدتك بما فعلته، فرمي علىّ أميرًا بحجر وفر هاربًا نحو البيت. وفي الصباح ذهب والد على للمدرسه، شرحت المعلمة للوالدين أفعال علىّ السيئة مع زملائه. واعتذر الوالدان للمعلمة؛ ووعدها بأنه لن يفعل ذلك مرة أخرى، وفي أثناء ذهاب الوالدين للبيت وهم مستاؤون من أفعال علي؛ قابلهم أمير والقي التحية، قال لوالد على ما فعله مع العصفور الصغير وفعله معه.
فقال الوالد لأمير: أعتذر يا ابني عن أفعال علىّ واعدك أنه لم يفعل ذلك مرة أخرى، وذهب الوالدان إلى البيت حزينين، وفكر أن يأخذ علىّ للجد لينصحه كي لا يكرر الأفعال الخاطئة، لأن علىّ يحب جده حبًا كثيرًا و يستمع لكلامه ويطيعه، وبعد وصول علىّ من المدرسة ألقى التحية على والديه و تناول طعام الغداء معهما. قال الأب استعد يا علىّ؛ فسوف تذهب لجدك، ففرح علىّ وقال لنذهب لجدي اشتقت إليه، وفي أثناء الجلوس الأسرة مع الجد؛ والجد يلاعب علىّ شرح الأب أفعال علىّ للجد وعبر الأب لعلى عن حزنه من أفعاله.
وقال الجد: هل فعلت هذه الأشياء يا علىّ؟
رد علىّ: في خجل؛ نعم يا جدي لكن لم أفعل هذه الأشياء إلا بهدف المزاح.
وقال الجد: وهل يمزح أحد بأحزان الآخرين يا بني؟ قال علىّ: بعد تفكير لا يا جدي ولكن لم أتوقع أنني أحزن أحدا، لن أكرر هذه الأفعال المخجلة مرة أخرى وسوف أعتذر لزملائي، وسوف اعطف على الحيوانات، وسأكون ولدًا صالحًا مطيعًا تفخرون به، وأنا حزين لأني أحزنتكم، فرد الوالدين والجد في صوت واحد أحسنت يا علىّ كن دائمًا ولدًا جيدًا نفخر به، ونحن سعداء لأنك ندمت على أفعالك، و سوف تفعل ما هو جيد فقط من بعد الآن.
الدروس المستفادة من القصة:
أن الخطأ غير المقصود وأرد؛ لكن التمادي فيه هو الخطأ.
أن على الإنسان أن يعامل الناس بمثل ماتحب أن يعاملوك.
الرحمة بالإنسان والحيوان؛ صفة جميلة و حميدة في الإنسان.
على الإنسان أن يتعلم من أخطائه حتى لا يقع فيها مرة أخرى.
تعليم المخطئ وتقويمه يكون بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يؤتي ثماره.
تعليقات
إرسال تعليق