 |
الملك الظالم والغلام
|
الناس يعبدون الملك الظالم:
منذ زمن بعيد.. كان يوجد ملك جبار ظالم، وكان الناس يخافونه، فكانوا يعبدونه، ولا يخالفون، أوامره.
وفي مكان بعيد عن قصره، كان يعيش راهب عبد الله وحده.
غلام ذكي يعرف الله من الراهب:
وفي هذا الوقت ظهر غلام ذكي، والتقى بالراهب، الذي أخذ يحدثه عن الجنة والنار، والثواب والعقاب، وعن خلق السماء والأرض.
وفي أحد الأيام، شاهد الغلام دابة عظيمة تمنع الناس من المرور، وهم خائفون منها فأخذ الغلام حجرًا، وقذف الدابة به، وهو يقول:
((اللهم إن كان كلام الراهب حقًا فقتل الدابة)).. فماتت، وسار الناس مسرورين.
انتشرت هذه القصة بين الناس، حتى وصلت إلى الملك، وكان من بين رجال الملك رجل أعمى، فذهب الرجل إلى الغلام، وقال له: اشفني. فرد عليه الغلام: إن آمنت بالله ودعوته، شفاك.
الرجل الأعمى يؤمن بالله:
آمن الرجل بالله، ثم دعا الله أن يشفيه، فشفاه الله ورد إليه بصره.
نظر الملك إلى الرجل، وأخذ ينظر وطال النظر.. وهو يقول للرجل: من الذي رد لك بصرك؟!
قال الرجل: ربي.
وعندئذ تهلل وجه الملك، وقال في فرح: نعم، أنا الذي شفيتك.
فرد عليه الرجل: لا.. إن الذي شفاني هو الله.
قال الملك: وهل لك رب غيري؟!
أجاب الرجل: نعم.. ربي وربك هو الله وحده.
حوار بين الملك والغلام الذكي:
غضب الملك، فبعث جنوده إلى الغلام، فأحضروا إليه، فقال له الملك: كيف رددت على الرجل بصره؟
قال الغلام: أنا لما أرد عليه بصره، ولكن ربي (عز وجل) يستجيب دعاء المؤمن إذا دعاه.
قال الملك: تقصدني أنا طبعًا.. فأنا ربكم جميعًا. رد الغلام: لا.. إن ربي وربك هوالله الذي خلقني وخلقك، وخلق كل الناس، وخلق كل شيء في الكون.
الملك يشق رأس الراهب بالمنشار:
أمر الملك رجاله أن يعذبوا الغلام، حتى أرشدهم إلى مكان الراهب، فجاءوا به، وقال له الملك: ارجع عن دينك. فرفض الراهب بشدة، فوضع الملك المنشار في رأس الراهب، حتى شقه نصفين.
الغلام يدعو ربه، فيحميه من جنود الملك:
ثم جاء بالغلام، وقال له: ارجع عن دينك، فرفض الغلام.
أمر الملك جنوده أن يأخذوا الغلام إلى جبل مرتفع، ثم يقذفوه من أعلى الجبل، وعندما بلغوا قمة الجبل، دعا الغلام ربه أن يحميه، فاهتز الجبل بجنود الملك، فسقطوا جميعًا.
ورجع الغلام إلى الملك، فقال له الملك: ماذا فعل الجنود معك؟
رد الغلام بقوله: حماني الله (تعالى) منهم. فبعث الملك جنودًا آخرين، وأمرهم أن يقذفوه في البحر، فدعا الغلام ربه، وغرق رجال الملك، وعاد الغلام سالمًا إليه.
فتعجب الملك من أمر الغلام، وأصر على أن يقتله، وعندئذ قال الغلام: أيها الملك، إذا أردت أن تقتلني، فأجمع الناس في مكان واحد، ثم اربطنى على جذع شجرة، وخذ سهمًا وضعه في القوس، ثم ارمني به، وأنت تقول: باسم الله رب الغلام.
فعل الملك ما أشار به الغلام، ثم رماه بالسهم، فوقع السهم في وجه الغلام.. ومات فقال الناس جميعًا بصوت واحد: آمنا برب الغلام.
إحراق المؤمنين في الأخاديد:
قال الجنود للملك: لقد حدث ما كنت تخافه! فقد آمن الناس كلهم برب الغلام، و تأكدوا أنك لست ربًا لهم؛ فغضب الملك على من رفضوا أن يستمروا في عبادته، وعبدوا الله وحده.
أمر الملك الظالم بحفر الأخاديد (الشقوق المستطيلة في الأرض)، و أشعل فيها النيران، والقى المؤمنين، وهو جالس مع جنوده على الكراسي حول الاخاديد، ينظرون إلى المؤمنين وهم يحترقون.
سورة البروج:
وفي (مكة) أنزل الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم سورة البروج، و أقسم الله فيها بالسماء وبروجها ونجومها، وبيوم القيامة - على هلاك من حفروا (الأخاديد) ، و أحرقوا المؤمنين فيها، وأنه (تعالى) سيحرق الكفار الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم في نار جهنم، وفي يوم يشهده جميع الخلق، أما المؤمنون فلهم الفوز العظيم؛ لأنهم اطاعوا الله ولم يعبدوا غيره، فهو مالك الكون كله، وهو الذي أهلك (فرعون) وجنوده، كما أهلك كل الطغاة الظالمين، ونجي المؤمنين ونصرهم على أعدائهم.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ (8)
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ
يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12)
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17)
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19)
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
معاني بعض الكلمات التراكيب:
والسماء: يقسم الله تعالى بالسماء والبروج.
البروج: منازل الكواكب.
اليوم الموعود: هو يوم القيامة.
الأخدود: الشق العظيم في الأرض كالخندق.
نقموا: أنكروا.
العزيز: الذي يأخذ الجبارين والظالمين في قوة وشدة.
فتنوا: عذبوا المؤمنين بأن ألقوا بهم النار.
بطش ربك: أخذه الجبابرة بالعذاب.
يبدئ ويعيد: يبدأ الخلق، ثم يعيده في سهولة ويسر.
الغفور: كثير المغفرة لمن تاب وآمن به.
الودود: المتودد إلى أوليائه باكرامهم
فعال لما يريد: يفعل ما يشاء، ولا راد لقضائه.
مجيد: عظيم جليل المتعال.
ماذا نتعلم من سورة البروج:
المؤمن يتفكر في خلق السماء وما فيها.
يعذب الله الكافرين، و يدخل المؤمنين الجنة.
الأنبياء يشهدون على أممهم يوم القيامة.
لا يفلت أحد من الحساب يوم القيامة.
المؤمن يتمسك بالحق، مهما اشتد عليه الأذى.
حفظ الله القران الكريم من أي تغيير.
الكفار يكيدون المؤمنين في كل زمان ومكان.
من صفات الله (تعالى):
العزيز: الذي يأخذ الجبارين والظالمين في قوة وشدة.
المبدئ والمعيد: الذي يبدأ الخلق، ثم يعيده في سهولة ويسر.
الغفار: كثير المغفرة لمن تاب وآمن به.
فعال لما يريد: يفعل ما يشاء، ولا راد لقضائه.
تعليقات
إرسال تعليق