قصة بقرة بني إسرائيل مختصرة للأطفال، من قصص القرآن الكريم .

بقرة بني إسرائيل 

أحبائي الأطفال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 

اليوم سأحكي لكم قصة جميلة من قصص القرآن الكريم.. 

هذه القصة حدثت من زمن بعيد.. 

وذكرها القرآن الكريم وسرد أحداثها لنا كي نتعظ بها.. 

وسمي بها أطول سورة فيها..سورة البقرة. 

بقرة بني إسرائيل

الشاب الطماع 

الشاب الطماع

أحبائي الصغار كان يا ما كان في قديم العصر والزمان، في عهد سيدنا موسى - عليه السلام -.. 

كان يعيش رجل في قرية ومعه ابنته الوحيدة في أمان ووئام.. 

وكان هذا الرجل غنيًا يملك أموالًا كثيرة، ومنزلًا كبيرًا. 

وكان يعيش في منزل مجاور لمنزله ابن أخيه المتوفى. 

وكان هذا الشاب فقيرًا، وأخلاقه ليست حميدة. 

أراد الشاب أن يتزوج ابنة عمه، طمعًا في مال أبيها الكثير، فذهب لعمه ليخطبها منه، ولكن عمه رفض أن يزوجها له.. 

فقرر الشاب أن يقتل عمه ليتزوج ابنته ويرث ماله.. 

ووضع خطة لذلك. 

الجريمة 

في صباح يوم، طرق الشاب باب عمه، وطلب منه أن يذهب معه إلى القرية التي بجوارهم لكي يضمنه عند أحد التجار.. 

وفي المساء خرج الشعب و عمه إلى القرية المجاورة لهم، وفي الطريق قتل عمه، ثم رجع مسرعًا في ظلام الليل إلى بيته.. وفي الصباح جاء رجل إلى القرية يحمل جثة الرجل إلى بيته.. 

فأبدى الشاب تأثره لمقتل عمه، وأخذ يبكي ويولول.. 

الجريمة

الخطة الماكرة

الخطة الماكرة

اتهم الشاب أهل القرية المجاورة لهم بقتل عمه.. 

وجمع كل أهل قريته، وأخذ يبث فيهم روح الإنتقام لمقتل عمه.. فطاوعه ناس كثيرون، وجمعوا أنفسهم بأسلحة كثيرة، لكي يذهبوا إلى القرية المجاورة، و يأخذوا بثأر عمه المقتول.. 

ولما بلغ الخبر للقرية المجاورة، تجمع أهلها بأسلحتهم، واستعدوا لمقاتلة أهل القرية التي قتل منها الرجل.. 

وكادت أن تقوم حرب كبيرة بين القريتين.. 

الحكمة والعقل

اجتمع أهل الصلاح من الحكماء في القريتين لبحث الموضوع، و إيقاف الحرب التي كادت أن تندلع.. 

وبعد الدراسة والمشاورة توصلوا إلى حل يرضي القريتين؛ وهو أن يعرضوا الأمرعلى سيدنا موسى - عليه السلام -، فهو نبي الله واتفقوا على أن ينفذوا كل ما يأمرهم به، لكى يعرفوا القاتل الحقيقي للرجل ويجنبوا البلدين ويلات الحروب.. 

فلما ذهبوا لسيدنا موسى - عليه السلام - قال لهم : ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) 

الحكمة والعقل

مواصفات البقرة المطلوبة 

تعجب القوم من طلب نبي الله موسى - عليه السلام - وأخذوا يسألونه عن صفات البقرة المطلوبة.. 

ما لونها؟ وما شكلها؟ وأسئلة أخرى كثيرة.. 

ولو أنهم ذبحوا أي بقرة ولم يشددوا على أنفسهم، لما شدد الله عليهم.. 

وصفات البقرة التي أخبرهم بها سيدنا موسى هي : لونها أصفر فاقع، لا تحرث الأرض،

ولا تدير الساقية لتسقيها..

فبحثوا عنها، فوجدوها عند شاب يتيم، فعرضوا عليه أن يعطيها لهم ويأخد بقرة أخرى بدلًا منها فرفض.. ثم عرضوا عليه شرائها فوافق، وبالغ في ثمنها حتى اشتروها منه بمثل وزنها ذهب.. 

مواصفات البقرة المطلوبة

المعجزة الكبرى 

جاء القوم بالبقرة لسيدنا موسى - عليه السلام - فأمرهم بذبحها. 

ثم أمرهم بأن يأخذوا بعضًا منها، ويضربه القتيل بها.. 

فلما فعلوا ذلك، وقف الجميع مذهلين مما حدث.. 

لقد قام القتيل، وأخبر القوم جميعهم بأن من قتله هو ابن أخيه.. 

فأخذ الشاب يلطم خديه ويحثوا التراب على رأسه، وينكر أشد الإنكار، ويكذب عمه، وينفي أنه القاتل.. 

وهذه عادة اليهود فإنهم يكذبون الحق.. 

المعجزة الكبرى

نهاية الظالم القاتل 

حكم القوم على الشاب بحرمانه من الميراث لأنه قتل صاحب الميراث وهو عمه، ثم بقتله لأنه هو القاتل.. 

وهذه هي نهاية كل ظالم لا يخشى الله ولا يعظم حرماته. 

وهذه القصة أحبابي الصغار التي ذكرها الله في كتابه العزيز، كي تكون عبرة وعظة لنا، وكذلك لتبين لنا أن الحق سيظهره الله - عز وجل - والكذب دائمًا إلى زوال… 

الدروس والعبر

• بيان قدرة الله التي لا تحدها قدره فهو على كل شيء قدير. 

• جميع الأنبياء - عليهم السلام - معصومون من الخطأ والزلل، ومنزهون عن الصفات الذميمة. 

• أن السؤال فيما لا يفيد لا يغني من الحق شيئًا ولا خير فيه، بل قد يترتب عليه من النتائج ما لايحمد عقباه. 

• أن الحق مهما غاب لابد أن يظهر ويعلو.