سحرة فرعون
استكمالًا لما نقص عليكم من قصص القرآن، تعالوا نرجع بكم لقديم الزمان؛ وسالف العصر والأوان..
لنحكي لكم هذه الحكاية التي ترشدنا إلى أن : عبادة الله الواحد الأحد هي ما خلقنا الله لها..
وذلك من خلال قصة سحرة فرعون..
عاشوا كفارًا… وماتوا مؤمنين..
لم يتلق نبي من الأنبياء أذى من قومه بقدر ما تلقي موسى - عليه السلام - من
فلنبدأ الحكاية.. هيا انهضوا وقوموا لندخل إلى هذه القصة من : قصص القرآن..
سحرة فرعون مع سيدنا موسى - عليه السلام -
 | |
| سحرة فرعون |
معجزات موسى
لما رجع موسى - عليه السلام - إلى مصر وقد اختصه الله بالنبوة والرسالة أمره أن يذهب إلى فرعون الذي كان يدعي الألوهية من دون الله، ويدعوه إلى عبادة الله
طلب منه فرعون أن يأتي له بمعجزة..
( إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)فألقى موسى عصاه فتحولت إلى ثعبان كبير، ثم أمسكه موسى فعادت عصا كما كان..
ثم جاء موسى بآية أخرى..
فوضع يده في جيبه فأخرجها بيضاء ناصعة، كفلقة القمر تتلألأ نورًا، ثم أعادها إلى جيبه مرة أخرى فرجعت إلى لونها الأول.
 |
| معجزات موسى |
يوم التحدي
اتهم فرعون موسى - عليه السلام - بالسحر والدجل، وقال له : إن كنت أنت ساحرًا؛ فسأتي لك بالسحرة ليدحضوا حجتك ويسفهوا رأيك..
وضرب له موعدًا بيوم عيد لهم؛ كان يجتمع في جميع القوم وهو يوم الزينة، وأن يكون في ضحى هذا اليوم، وأمر بجميع السحرة العظماء في السحر، و بحضور كل الناس في صعيد واحد..
و قبل الاجتماع أحضر فرعون سحرته وبث فيهم روح الجد والاجتهاد، ووعدهم بالمكافآت المادية الكبيرة؛ وكذلك بالمكانة العالية عنده…
 |
| يوم التحدى |
الاجتماع العظيم
 |
| الاجتماع العظيم |
في ضحى يوم الزينة اجتمع المصريين من جميع أنحاء البلاد، وجاء سحرة فرعون المهرة والضالعون في السحر..
وقبل بدء النزال وعظ موسى السحرة وحذرهم من عمل السحر لأن الله لا يحب هذا العمل وسيبطله، وسيعاقبكم بعذابه الشديد.
فاختلفوا فيما بينهم، وتشاوروا في أمر موسى بعيدًا عن فرعون..
ثم استقروا على أن موسى وأخيه لساحران يريدان أن يغيرا دين القوم، ولابد من هزيمتهم الهزيمه المنكرة..
الثعبان الكبير
سأل السحرة موسى - عليه السلام - هل تريد أن تبدأ قبلنا؟
أم تدعنا نلقي نحن أولًا؟ فرد موسى عليهم : بل ابدأوا أنتم..
فألقي السحرة حبالهم وعصيهم، وسحروا أعين الناس، فخيل لهم أن الحبال والعصي قد تحولت إلى حيات وثعابين تسعى وتتحرك أمامهم ويقولون :
( بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ).أمر الله موسى أن يلق عصاه.. فألقاها موسى فإذا هي ثعبان كبير أكبر من جميع ثعابين السحرة، ففتح فاه هذا الثعبان الكبير والتهم جميع ثعابين وحيات السحرة..
 |
| الثعبان الكبير |
إيمان السحرة برب العالمين
في هذه اللحظه آمن جميع السحرة و خروا ساجدين لرب العالمين. انبهر فرعون وأخذته الدهشة من عمل السحرة وايمانهم بالله، واتهمهم بالمؤامرة مع موسى ضده، وأنه هو كبيرهم وزعيمهم.. وهددهم بتقطيع أيديهم وأرجلهم وصلبهم من خلاف على جذوع النخل إن لم يرجعوا عن إيمانهم، و يعود إلى الإيمان به.
لم يخف السحرة من كلامه وتهديداته و لم يرجعوا إلى الكفر؛ فإن الله قد أدخل في قلوبهم نور الايمان..
 |
| إيمان السحرة برب العالمين |
السحرة يدعون فرعون
ورد السحرة على فرعون قائلين : لن نطيعك ونترك ما اقتنعنا به من الآيات الواضحات والدلائل الظاهرات على دين رب العالمين، و لن نختارك على خالقنا الذي أنشأنا من العدم؛ فهو وحده المستحق للعبادة لا أنت ولا غيرك..
ثم قال له يحذرونه وينصحونه ويعظونه ويخوفونه من عقاب الله العظيم في نار جهنم :
( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى)
 |
| السحرة يدعون فرعون |
سحرة صاروا شهداء بررة
سبحان الله عاش السحرة حياتهم كفارًا، وفي لحظة ملأ الإيمان قلوبهم فأصبحوا مؤمنين داعين إلى دينه العظيم
أما فرعون، فقد أصر على كفره وعناده فصلبهم وعذابهم وكانوا يقولون عند موتهم :
( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ )فكانوا من أول النهار سحرة، فصاروا من آخره شهداء بررة.
ثم حرضه أعوانه على أذية موسى ومن معه، فأصدر أوامره بقتل أبناء الذين آمنوا من بني إسرائيل زيادة في إذلالهم وإهانتهم.
ولكن الله نصر الحق؛ فنصر موسى - عليه السلام - ومن معه وأغرق فرعون ومن معه.
 |
| سحرة صاروا شهداء بررة |