أحداث فتح مكة وحجة الوداع ووفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم للأطفال (بالصور).

فتح مكة (٢٠ رمضان ٨ هجرية) 

لما تم صلح الحديبية كان من شروط الصلح أن من أحب أن يدخل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فليدخل، ومن أحب أن يدخل في عهد قريش فليفعل، فدخلت خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، لكن قريشا نقضت العهد بمساعدة قبيلة بني بكر على الاعتداء على قبيلة خزاعة، وإعانتهم بالرجال والسلاح. 

فتجهز الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الثامن من الهجرة، ومعه عشرة آلاف مقاتل من الصحابة لغزو مكة دون أن تعلم قريش بذلك، وفي هذه الأثناء أسلم العباس بن عبد المطلب عم الرسول وأتى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة. 


وأسلم أيضًا حكيم بن حزام وأبو سفيان بن حرب سيد مكة فأتيا النبي، فقال العباس النبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا، فقال صلى الله عليه وسلم : ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن (وكانت بأعلى مكة)، ومن دخل الكعبة فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن)). 

ثم رجع أبو سفيان مسرعًا إلى مكة، حتى إذا وصلها نادى بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به! فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقالوا: وما تغني دارك؟ فقال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد. 


دخل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة منتصرين فاتحين ولم يلقي منها مقاومة تذكر، واتجه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة خلفه ناحية المسجد الحرام، فطاف بالكعبة، وهدم الأصنام التي كانت حول الكعبة، ورجعت الكعبة كما كانت على عهد الخليل إبراهيم رمزًا للتوحيد، وعبادة الله وحده. 

وبعد أن طهرت الكعبة من الأصنام أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا فأذن فوقها. 

ووقف الرسول الله صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة، وقد تكاثر الناس في المسجد، واشتد خوف المشركين، ينظرون إلى الرسول الله بترقب، وخطب الرسول صلى الله عليه وسلم في قريش، وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. 


أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة الأمان على أنفسهم وعفا عنهم، ونسي ما حدث خلال أكثر من عشرين عامًا قضاها مشركو مكة في حرب المسلمين ومعاداتهم، مما جعل أهل مكة يدخلون في دين الله أفواجًا. 

وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم يومًا في مكة يظهر معالم، الإسلام فيها، وبعث عددًا من أصحابه لهدم الأصنام التي كانت منتشرة في مكة. 


عام الوفود

لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمت قبيلة هوازن، وعاد من تبوك، وقد أظهر هيبة الإسلام وقوته، فجاءت قبيلة ثقيف إليه مسلمة - وتواردت عليه الوفود من كل ناحية في العام التاسع الهجري، ودخل الناس في الإسلام أفواجًا؛ فأتت القبائل إلى الرسول متتابعة معلنة إسلامها لله رب العالمين. 


حجة الوداع 

وفي شهر ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة وحج بالمسلمين حجة الوداع ليعلمهم آخر ركن من أركان الإسلام ويتم تعاليم الإسلام كاملة لأمته، وخطب فيهم صلى الله عليه وسلم خطبة أخبرهم فيها أهم أمور الدين. 

وبعدها عاد صلى الله عليه وسلم للمدينة ليقضي آخر أيامه فيها. 


وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم 

مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، فلما اشتد الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر أبا بكر أن يصلي بالناس. 

وقد كان من أسباب مرضه صلى الله عليه وسلم أثر السم الذي سمه به اليهود في الشاة التي قدموها له صلى الله عليه وسلم، ثم عفا عنهم بعد ذلك. 

وفي فجر يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من العام الحادي عشر من الهجرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم في حجرة زوجته عائشة، فرفع الستار ورأى المسلمين يصلون الفجر، فتبسم لما رأى اجتماعهم على رجل واحد، والفتهم وتآخيهم. 

وفاة الرسول

 

وفي وقت الضحى صعدت أطهر روح في الدنيا من جسدها، و صعدت إلى ربها راضية مرضية بعدما أدت ما عليها من الأمانة وبلغت الرسالة. 

وخرج أكرم إنسان على الله في هذا الوجود من الدنيا كما جاء إليها، ولم يترك مالًا ولا دينارًا ولا درهما، ولا ولدًا إلا فاطمة، وإنما ترك هداية وإيمانًا، وشريعة خالدة، ودينًا عظيمًا، وأمه هي خير الأمم وأوسطها. 

وحزن الصحابة - رضوان الله عليهم - حزنًا شديدًا لوفاة حبيبهم و نبيهم صلى الله عليه وسلم، ودخل الناس عليه و يصلون عليه فرادى، فلما فرغ الرجال صلي النساء ثم الصبيان. 

وحفر قبره صلى الله عليه وسلم في حجرته - حجرة السيدة عائشة - ثم دفن في نفس المكان الذي توفي فيه. 

يقول الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه:

" لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء". 

صلى الله عليه وسلم

وجعلنا ممن يتبعون سنته، ويهتدون بهديه، حتى نلقاه في أعلى جنات الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، 

وحسن أولئك رفيقًا.


تعليقات