قصة مشوقة للأطفال حديثة (قصة الحسناء والوحش).

 الحسناء والوحش

يحكى أن تاجرًا أراد أن يذهب في رحلة تجارية طويلة فجمع بناته الثلاث وسأل كل واحدة منهن عما تحب أن يجلبه إليها كهدية عند عودته من السفر، وطلبت البنت الكبيرة معطفًا حريريًا وطلبت الثانية عقد جواهر وقالت الصغرى وكانت لطيفة: أريد فقط أن تحمل إلى وردة تقطفها بيدك، ذهب التاجر في رحلته الطويلة إلى عدة بلدان ولما أنهى تجارته قفل راجعًا وهو لا يفكر إلا في لقاء بناته ولكن عاصفة هوجاء فاجأته فحث حصانه على الإسراع في السير لعله يبلغ فندقًا قبل حلول الليل وبينما كذلك إذ لمح وسط الغابة نورًا متوهجًا فسار نحوه حتى انتهى إلى قصر فاخر تضيئه الأنوار من كل جانب ثم قال في نفسه: أرجو أن يستضيفني أهل القصر هذه الليلة!... و لما وصل إلى الباب وجد مفتوحًا فنادي أهل القصر لكن لم يجب أحد، فتشجع ودخل فوجد مائدة كبيرة تحتوي على أنواع شتى من الأطعمة الشهية، ظل التاجر مترددًا أمام الأطباق التي تبدو كأنها تدعوه للإقبال عليها فلم يتمالك نفسه وجلس يأكل بنهم حتى شبع دون أن يأتي أحد من أهل القصر، بعد ذلك دفعه فضوله للصعود إلى الطابق الأعلى وهناك وجد عدة غرف فاخرة، دخل الغرفة الأولى ووجد سريرًا ناعمًا كأنه مهيأ لإستقباله ونظرًا لتعبه الشديد من جراء السفر لم يتردد هذه المرة كذلك إذ سرعان ما استلقي على السرير و استغرق في نوم عميق، وفي الصباح رتب التاجر ملابسه ثم نزل إلى الطابق السفلي ليشكر على القصر على كرم ضيافتهم لكنه لم يجد أحد، فهز رأسه من العجب وخرج إلى الحديقة ليركب حصانه وينصرف فلما انحنى ليفك رباط الحصان أثارت انتباه شجيرات ورد جميلة متكاثفة فتذكر وعد لأبنته الحسناء وهم بقطف وردة جميلة وفي تلك اللحظة برز من بين الأغصان وحش مخيف يرتدي ملابس فاخرة وحملق في التاجر بعينيه الحمرتين من السخط وقال له متوعدًا: أيها الجاحد للنعمة لقد أكرمت ضيافتك فأكلت حتى شبعت ونمت في سريري حتى استرحت ثم تجرؤ في النهاية على سرقة  ورودي التي هي أعز شيء عندي، سأقتلك جزاء لك على ما فعلت، فأخذ التاجر يتوسل إليه أرجوك لا تقتلني وأنا مستعد للقيام بأي شيء تأمرني به، إنني لم أرد قطف هذه الورده لنفسي، 

التاجر

التاجر والوحش

بل لابنتي الحسناء التي وعدتها بذلك عند عودتي من السفر، عندئذ أدخل الوحش مخالبه بعد أن هم بالانقضاض على التاجر المسكين وقال له: سأطلق سراحك شريطة أن تزوجني ابنتك وتحضرها لي بالقصر، فوافق التاجر على هذا الشرط، ثم انصرف في الحال وهو لا يكاد يصدق أنه أفلت من الموت وفي طريق العودة أخذ يبكي على مصير ابنته ولما وصل إلى البيت قص على بناته الثلاث مغامرته التعسة غير أن الحسناء طمأنته وقالت له: لا تخف يا أبي،

التاجر وابنته

 أنا مستعدة للقيام بأي شيء لأجلك، رافقني إلى القصر وسأبقى هناك مكانك، قبل التاجر ابنته وقال لها: إنني لم اشك يومًا في حبك لي وأشكر لك كثيرًا تضحيتك من أجل إنقاذ حياتي. 

وهكذا توجهت الحسناء إلى القصر واستقبالها الوحش ببشاشة ولطف ومع ذلك ظلت الحسناء حذرة لكنها أحست مع مرور الأيام أن نفورها منه بدأ يتراجع، وكانت تقضي أوقاتها تطرز بجانب الموقد، بينما كان الوحش يجلس قريبًا منها، ويظل يراقبها بهدوء طوال ساعات وشيئًا فشيئًا أصبحت الحسناء تخاطبه بكلمات لطيفة ولاحظت باندهاش فيما بعد أنها بدأت تتقبل حديثه، وذات يوم طلب الوحش من الحسناء تقبله زوجًا لها ففوجئت بهذا الطلب الغريب ولم تعرف بماذا تجيب؟ 

 الحسناء والوحش

 الحسناء والمرآة

كيف يعقل أن تتزوج وحشًا مخيفًا؟ لكنها أبت أن تجرح شعوره بعد أن أحسن إليه وأعرض عن قتلها فقالت له بلباقة وصوتها يرتعش يصعب علي أن أقبل طلبك! 

فقاطعها قائلًا: فهمت!.. فهمت!.. ولن أحاسبك على رفضك!.. وبالفعل لم يغضب الوحش، وذات يوم اهدي لها مرآة جميلة لها قدرة سحرية تمكنها من مشاهدة أفراد أسرتها وقال لها: ستخفف عنك هذه المرآة إحساسك بالعزلة، رحبت الحسناء بالهدية وأصبحت تقضى الساعات وهي تنظر الى اسرتها في المرآة لكن الوحش وجدها ذات مساء تبكي فسألها بطريقة ودودة: لماذا تبكين؟.. فقالت له: أبي مريض جدًا وأخشى أن يموت قبل أن أراه،

الوحش

 فقال لها: إذا وعدتني بالرجوع إلى القصر في غضون سبعة أيام سمحت لك بالذهاب لزيارة أبيك، ففرحت الحسناء وقالت: أعدك بذلك!.. وذهبت الحسناء إلى بيت أبيها الذي سقط مريضًا بسبب وقوعها أسيرة فى يد الوحش، وما أن رآها حتى تغيرت حالته تغيرًا مفاجئ وبدأت صحته تتحسن بسرعه وظلت الحسناء بجانب أبيها ساعات طويلة، مرت الأيام واستعاد الأب عافيته، وسرت الحسناء كثيرًا لشفاء أبيها ولكنها نسيت أن المهلة التي حددها لها الوحش قد انتهت فتوجهت إلى القصر مسرعة، لما وصلت صعدت الدرج بسرعة وبحثت عن الوحش دون جدوى فنزلت فورًا إلى الحديقه وقلبها يخفق بشدة وهناك شاهدت الوحش مستندًا إلى شجرة وعيناه مغلقتان كما لو كان ميتًا، فارتمت عليه من كثرة الخوف وهي تقول لا تمت!.. لا أريد أن تموت!.. سأ تزوجك!.. وما ان نطقت بهذه الكلمة حتى تحول وجه الوحش المخيف إلى وجه شاب وسيم، قال لها كم انتظرت هذه اللحظة في صمت وعدم القدرة على البوح بسري!.. لقد حولتني ساحرة شريرة إلى وحش، ولم يكن من الممكن أن استرجع شكلي كإنسان إلا إذا أحببتني فتاة وقبلت الزواج مني، وهكذا لم تمض أيام حتى أقيم حفل الزفاف فاخر للعروسين السعيدين.

الحسناء والشاب الوسيم