 |
| القرد والتاجر الغشاش |
عادت إيمان من المدرسة وبدلت ثيابها وصلت الظهر وسمعت صوت والدتها تنادي: ((الغداء يا جماعة)) اجتمعت الأسرة على الطعام.
فقال الوالد: كيف حالك يا إيمان؟
قالت : الحمد لله يا أبي فقط أردت أن أسألك عن قصة ذكرها مدرس التربية الدينية في حصة اليوم؟ قال: وما هي؟
قالت:
قصة القرد والتاجر الغشاش
ابتسم الوالد ثم قال: سأحكيها لكم جميعا فهي جميلة ومفيدة ثم قال: في قرية بعيدة نائية أهلها بسطاء لم يكونوا على خبرة بالسفر والتجارة، بل كانوا يعتمدون على تاجر القرية الوحيد الذي اتصف بالطمع والجشع، وكان حريصا على عدم انفتاح أهل القرية على غيرهم من تجار القرى والمدن الأخرى، ليبقى محتكرًا لكل لكل أمورهم المعيشة من حيث البيع والشراء، وبدورهم كانوا يثقون فيه ويأتمنونه غير أنه لم يكن أهلا لتلك الثقة والأمانة.
وكان ضمن ما يبيعهم - الخمر (إذ كان مباحة عندهم وقتئذ، ولكنها حرمت بعد ذلك) فكان يستعمل الغش فيها، وذلك بإضافة الماء عليها لأجل أن تزيد فيزيد البيع، و يحقق الربح الكثير، وبقى على ذلك زمانا طويلا، يبيع لأهل الدور، ثم يتجه إلى البحر فيبيع للصيادين في المركب حيث كان الكثيرون من أهل القرية يعملون فى الصيد ويبقون في المراكب الأيام الطويلة.
لأجل الحصول على رزقهم، وذات يوم صعد سفينة يبيع لمن فيها الخمر المشربة (المغشوشة) بالماء ومعه قرد، فكان كلما باع لأحد وضع الدنانير في كيس معه، فبينما هو في حديثه مع بعض ركاب السفينة، إذ غافله القرد، وأخذ كيس الدنانير، وصعد به فوق الضاري (خشبة يمد عليها شراع السفينة)، وجعل يطرح دينارًا في البحر، ودينارا في السفينة، حتى قسمها نصفين، و التاجر الجشع ينظر إليه، حينئذ فقد علم هذا التاجر الذي ملأه الطمع أن القرد ألهم أن يبين له حلال. ماله من حرام عله أن يتوب عن ذلك، فتنبه التاجر الجشع إلى أن الطمع هو الذي ملأ قلبه حتى اعماه رؤية الحلال والحرام، وفي النهاية خسر ما جمعه من حرام وبقى عليه إثم عمله إلى أن يتوب إلى الله تعالى، ويتحلل من مظالمه ويكف عن هذا الغش في كل تجاراته التي تبادلها مع الناس من حبوب وثمار وخضراوات وغيرها وندم على ذلك.
الدروس المستفادة من القصة:
أن الامانة في التجارة نجاة في الدنيا وسعادة في الآخرة.
أن الغش الحرام يورث صاحبه إلى الندم في الدنيا والآخرة.
أن على من وقع في شيء من هذه المحرمات أن يتوب إلى الله قبل فوات الأوان.
أن التاجر الأمين يحبه الناس ويكسب في الدنيا والآخرة.