مشاركة مميزة
قصة سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت. مدرس أون لاين
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
"وإن يونس لمن المرسلين - إذ أبق إلى الباخرة المشحون - فساهم فكان فى المدحضين - فالتقمه الحوت وهو مليم".
كانوا يدْعونه يونس ، وذا النون ، ويونان ، وقد كان نبياً كريماً بعَثَه الله سبحانه وتعالى إلى قومه فراح ينصحهم ويعظهم ويهديهم إلى الخير ويذكرهم بيوم القيامة ، ويخوفهم من النار ويحببهم في الجنة. ويأمرهم بالمعروف ويدعوهم إلى عبادة الله وحده ، واصل يقدم نصح قومه فلم يؤمن من بينهم واحد من.
أتى يوم على يونس فأحس باليأس من قومه ، وامتلأ مهجته بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون «وذا النون حيث ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر فوقه ، كان يونس غاضباً من قومه ، فذهب إلى شاطئ البحر وقرر أن يمتطي باخرة تنقله إلى مقر أجدد ويتركهم. لم يكن الشأن الإلهى قد صدر له بأن يدع قومه أو ييأس من بينهم. وإعتقاد يونس أن الله لن يوقع فوقه جزاء لأنه ترك قومه ، تغيب عن يونس عليه أفضل السلام أن النبى مأمور بالاستدعاء إلى الله لاغير ، ولا فوقه أن تفلح الاستدعاء أو لا ، المفروض أن يدعو لله ويترك قضية التوفيق أو عدمه لخالق الاستدعاء. ركب يونس عليه أفضل السلام الباخرة فغلبه السبات من قساوة الجهد ولا يكاد يستسلم فيه للنعاس حتى يفيق فزعاً بدون دافع مفهوم.
حان وقت المد ، ورفعت الباخرة حبالها ، وانسابت على وجه الماء مبتعدة عن الرصيف ، مضت الباخرة خلال النهار وهي تشق مياها هادئة وتهب فوقها ريح طيبة. وأتى الليل على الباخرة ، وانقلب البحر فجأة... هبت عاصفة مخيفة كادت تشق الباخرة ، وبدت الأمواج كمن فقدت عقلها فراحت تصعد وتنزل ، راحت الأمواج تكتسح سطح السفينة ، ووراء الباخرة كان حوت كبير يشق المياه وهو يفتح فمه ، صدرت التعليمات إلى واحد من الحيتان الكبيرة جدا فى قعر البحر أن يتحرك إلى السطح ، أطاع الحوت الشأن الصادر إليه من الله وأكثر سرعة إلى سطح البحر. غادر يتعقب الباخرة مثلما تقتضى التعليمات ، واستمرت العاصفة.
وارتفع صراخ الهواء وهب يونس عليه أفضل السلام فزعاً من نومه فرأى كل شىء فى الحجرة يهتز ، زادَ على سطح الباخرة. لم يكد يشاهده القبطان حتى صرح ستجرى القرعة على المسافرين ومن خرج اسمه ألقينا فى البحر ، وقد كان يونس عليه أفضل السلام يعلم أن ذلك تقليد من تقاليد السفن وقتما تجابه العواصف ، وهو تقليد وثنى غريب.
ومن هنا بدأ بلاء يونس ومحنته ، وأجريت القرعة فخرج اسم يونس عليه السلام ، وأعيدت القرعة ثلاث مرات فلم يخرج إلا اسم النبي الكريم. انتهى الأمر وتتخذ مرسوم أن يرمى يونس نفسه فى البحر ، أدرك يونس وهو يعتلى خشب السفينة أنه قد أخطأ حين ترك قومه غاضباً وبغير إذن من الله ، وظن أن الله لن يوقع عليه عقوبة ، وحالياً فإن الله سبحانه وتعالى يعاقبه ، وقف يونس عليه السلام على حاجز السفينة ينظر إلى البحر الهائج والأمواج السوداء ، كانت الدنيا ليلاً ، وليس ثمة قمر والنجوم تختفى وراء الغشاوة الأسود ، واشتد عواء العاصفة الغاضبة ، خيل لقبطان السفينة أن يونس عليه السلام يتباطأ فى إلقاء نفسه ، فنادى مساعديه وأمرهم أن يمسكوا يونس ويطرحوه فى البحر. وسقط يونس عليه السلام فى البحر ، وجد الحوت أمامه سيدنا يونس وهو يطفو على الموج ، فالتقمه وهو مليم ، وتلقف الحوت يونس من جوف الهياج الجامح.
وأغلق أنيابه العاجية عليه ، وعاد الحوت إلى أعماق البحر ، فوجئ يونس بنفسه فى بطن الحوت والحوت يجرى به فى جوف البحر ، والبحر يجرى به فى جوف الليل ، تصور يونس أنه مات ، فحرك حواسه فوجد نفسه يتحرك ، إذن هو حى لكنه سجين وسط الظلمات. بدأ يونس يبكى ويسبح لله وبدأت رحلة العودة إلى الله وهو سجين فى بطن الحوت. فتحرك قلبه بالتسبيح لله وتحرك بعدها لسانه وظل يرد «لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين.
وكأن الحوت قد مجهود من السباحة فرقد فى قاع البحر واستسلم للنوم وبالرغم من هذا استمر يونس فى تسبيحه لله لا يتوقف ولا يهدأ ولا ينقطع بكاؤه.
وسمعت الأسماك والحيتان والنباتات وكل المخلوقات التى تقطن فى أعماق البحر صوت تسبيح يونس عليه أفضل السلام ، فاجتمعت كل تلك المخلوقات بشأن الحوت وراحت تسبح الله هى الأخرى ، كل فرد بطريقته ولغته المخصصة ، ومكث يونس عليه أفضل السلام فى بطن الحوت زمناً لا نعرف مقداره وظل خلال الزمن يقوم بتسبيح الله ويقول «لا إله سوى أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين.
ورأى الله تعالى صدق يونس فى توبته فأصدر الله التعليمات إلى الحوت أن يطلع إلى سطح البحر ويقذف بيونس من جوفه لدى جزيرة حددها الله للحوت ، وفعلا أطاع الحوت.
إن جسم يونس عليه أفضل السلام ملتهباً نتيجة لـ الأحماض فى معدة الحوت ، وقد كان مريضاً ، وأشرقت الشمس فلسعت أشعتها جسمه الملتهب فكاد يصرخ من الوجع لولا أنه صلابة ورجع للتسبيح ، فأنبت الله سبحانه وتعالى فوقه شجرة من يقطين تقيه من أشعة الشمس ، ثم شفاه الله سبحانه وتعالى وعفا عنه «فنبذناه بالعراء وهو مريض - وأنبتنا فوقه شجرة من يقطين.
وأفهمه الله أنه لولا التسبيح لظل فى جوف الحوت إلى الآخرة «فلولا إنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق