حكاية الرجل الصالح وحماره للأطفال(حمار عزير)، من قصص القرآن الكريم

حمار العزير

أحبائي الأطفال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 

موعدنا اليوم مع قصة جديدة ومفيدة من قصص القرآن الكريم.. 

قصه رجل من صالحي بني إسرائيل… 

حدثت له أشياء لم تحدث لرجل قبله، ولا بعده.. تعالوا معي يا أحبائي لنتعرف على ما حدث لهذا الرجل الصالح.. 

إنها قصة العزير وحماره… 

حمار العزير

الرجل الصالح

كان العزير رجلًا صالحًا من بني إسرائيل يعيش في مدينة القدس، بعد أن دمرها ملك غاشم اسمه ( بختنصر). تربي العزير على يد والده تربية صحيحة، فنشأ رجلًا صالحًا يعرف الله ويعمل بتعاليم التوراة التي كان يحفظها عن ظهر قلب، ويعلمها للناس.. ومن شدة تقواه وورعه جعله الله مستجاب الدعوة. 

خرج العزير يومًا على حماره و معه بعض أغراضه من طعام وشراب، لكي يتفقد بستانه، وعندما اشتد حر الظهيرة نزل إلى مكان يستظل ويحتمي من حر الشمس وكان هذا المكان قرية مهجورة، خاوية على عروشها، بعد موت أهلها جميعا.. 


مائة عام من الموت

بعد أن نزل على حماره، ربطه في مكان قريب منه، ووضع طعامه وشرابه أمامه، ثم استلقى على ظهره  وأخذ يتفكر في حال هذه القرية وما نزل بها من موت أهلها جميعهم، وكذلك ما حل بها من خراب ودمار.. 

فتعجب.. وقال في نفسه:

(إني يحيى هذه الله بعد موتها). 

فأراد الله أن يريه قدرته على إحياء الموتى.. فأماته مائة عام.. وفي طيلة هذه المدة بحث أهله وجميع من في القرية عنه في كل مكان؛ فلم يعثروا عليه.. 


البعث بعد الممات

بعد مائة سنة أرسل الله إلى العزير ملكًا كي يحيا بعد مماته، هو وحماره.. 

فلما انتبه العزير، سأله الملك: كم لبث في مرقدك؟ 

فأجاب: مكثت يومًا، فلما رأى الشمس مائلة ناحية الغرب، 

استدرك فقال: أو بعض يوم.. 

فأخبره الملك أنه مكث في مرقده هذا مائة عام… 

وأمره أن ينظر إلى طعامه وشرابه، فوجدهما لم يتغير، ولم يتأثر، ولم يفسد طيلة هذه المدة..


قدرة الله

وعندما نظر إلى الحمار وجدوه عظامًا بالية متناثرة في كل مكان.. 

فأمر الملك بقدرة الله، عظام الحمار أن تتجمع، فلبت الأمر وتجمعت ثم كساها الله اللحم، ثم غطاها الجلد مع الشعر، ثم صارت حمارًا كما كان من قبل، وأخذ ينهق.. 

كل هذا والعزير ينظر إلى ما يحدث.. 

فقال العزير بقلب الرجل المؤمن، الذي يعلم عظمة ربه:

( أعلم أن الله على كل شيء قدير). 


رجوعه لبيته وأهله 

ركب العزير حماره، ورجع عائدًا إلى بلدته، ولما وصل إلى بيته وجد أمة له كان قد تركها وهي ذات عشرين عامًا، فعرفها بنفسه فأنكرته، وقالت له العزير كان مستجاب الدعوة، فأدعو لي الله أن يرد بصري، فدعا الله فرد بصرها فعرفته.. 

وانطلقت إلى بني إسرائيل وهم في أنديتهم ومجالسهم، فنادتهم فقالت: هذا عزير قد جاءكم. ثم تجمع حوله أولاده وأحفاده، وفرحوا به فرحًا شديدًا… 

رجوعه لبيته وأهله

التوراة من جديد

كذب بنو إسرائيل أن هذا هو عزير، وأخبروه أن التوراة ضاعت منهم، ولم توجد أى نسخة منها عندهم، وأن أحدًا لم يكن يحفظها منهم، وطلبوا منه كتاباتها.. 

وكان عزير يحفظها عن ظهر قلب..

فكتب لهم التوراة كلها.. 

فأيقنوا أنه هو العزير.. 

ولكن اليهود - كما هو معهود عنهم - أنهم لا يثبتون على الحق.. 

فماذا فعلوا هذه المرة؟!! 


قل هو الله أحد 

قل هو الله أحد

بدلًا من الإيمان بالله، وحمد على أن بعث لهم العزير لكي يجدد لهم إيمانهم، يكتب لهم التوراة مرة أخرى.. 

غالوا فيه ورفعوه إلى منزلة أكبر من كونه عبد الله.. 

وقالوا :عزير ابن الله.. 

لكن يا أحبائي ليس لله ابن.. 

وليس له أب.. 

وليس له زوجة.. 

الله واحد أحد، فرد الصمد.. 

قال تعالى: 

( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد).


تعليقات