أحداث معركة ((غزوة الخندق وصلح الحديبية)) بأختصار للأطفال من السيرة النبوية.

غزوة الخندق

 

غزوة الخندق (الأحزاب)

اتفق النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود المدينة على أنهم يعيشون مع المسلمين في سلام وأمان، ولا يؤذي أحد الآخر ولا يحاربه، ولا يساعد من يحاربه. 

اليهود كانوا يكرهون المسلمين ولا يحبون لهم الأمن والاستقرار في المدينة.. 

ولكنهم كانوا جبناء لا يتجرؤون على قتال المسلمين، فاتفقوا مع كفار قريش ومن حولها من قبائل العرب، على مساعدتهم على غزو المسلمين، فوافق كفار قريش على ذلك، وجهزوا جيشا قويا لقتال المسلمين. 


خطة المعركة

جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، ليضعوا خطة للدفاع عن المدينة، وبعد مناقشات كثيرة، اتفقوا على أن يحفرون خندقا حول المدينة، (والخندق: حفرة كبيرة وعميقة جدا) يقف عند المسلمون يحرسونه، ويمنعون الكفار من دخول المدينة. 


حفر الخندق

بدأ المسلمون يحفرون الخندق بسرعة وجد ونشاط، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاركهم بنفسه في حفر الخندق. 

وكان كل مجموعة من المسلمين يحفرون جزءًا من الخندق، ويحملون التراب على اكتافهم، وكان لا يستريحون ولا ينامون ولا يأكلون إلا قليلا، حتى نفذ الطعام الذي معهم، وتعبوا تعبا شديدا.. 

ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما أصاب الصحابة من التعب والجوع قال:

اللهم إن العيش عيش الآخرة.. فاغفر للأنصار والمهاجرة فقالوا مجيبين له:

نحن الذين بايعوا محمدا.. على الجهاد ما بقينا أبدا. 


هذا ما وعدنا الله ورسوله

استمر المسلمون في عملهم في حفر الخندق، فكانوا يحفرونه طوال النهار، ويرجعون إلى بيوتهم في الليل، حتى انتهوا من حفر الخندق في ستة أيام، قبل أن يصل جيش الكفار إلى المدينة. 

وكان عدد جيش المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل. 

وصل جيش الأحزاب (الكفار واليهود) المدينة، وأقاموا بجانب جبل أحد. 

ولما رأى المنافقون وضعاف الإيمان هذا الجيش الكبير (عشرة آلاف مقاتل) خافوا، وقالوا: كيف سننتصر على هذا الجيش الكبير؟ هذا كلام لا يمكن أن يحدث. 

قال الله تعالى: (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا). 

وأما المسلمون الشجعان، فقالوا: آمنا بالله ورسوله.. إذ حدث مثلما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم.. وسينصرنا الله كما وعدنا.. 

قال الله تعالى: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانًا وتسليمًا).


حصار الخندق

لما أراد المشركون مهاجمة المسلمين و دخول المدينة، تفاجئوا بوجود خندق كبير يمنعهم من دخول المدينة، فبقوا خارج الخندق يحيطون به، ويحاصرون المسلمين. واكتفوا بالرمي بالنبال عدة أيام، وكانوا في فصل الشتاء والبرد شديد والرياح عاصفة. 

استمر الرمي بالنبال يومًا كاملا، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخندق حراسا حتى لا يقتحمه المشركون بالليل، وكان يحرس بنفسه ثغرة فيه مع، والبرد شديد. 


الحرب خدعة

استمر حصار الكفار للمسلمين حوالي شهرََا كاملا.. 

ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يخطط كيف يوقع بين الأحزاب، فاستعان برجل أسلم حديثا من قبيلة (غطفان) اسمه: نعيم بن مسعود، ونجح بالذكاء والحيلة) أن يخدعهم و يفرق بينهم، ويضعفهم عن القتال.


أقوى سلاح

ودعا رسول الله على الأحزاب، فقال: ( اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم). 

وأتى أبو سعيد الخدري النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله هل من شيء نقوله؟ قال: (نعم، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا).. 

دعاء الرسول

صلح الحديبية

في العام السادس من الهجرة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أنه دخل هو وأصحابه مكة، وطافوا حول الكعبة، فكانت بشرى من الله، بفتح مكة فيما بعد، فاستعد الرسول صلى الله عليه وسلم للعمرة وخرج معه عدد كبير من المسلمين. 

علم كفار قريش بذلك، واستعدوا للحرب. ولكنهم وجدوا أنهم لا يستطيعون قتال هذا الجيش الكبير من المسلمين الشجعان، فأرسلوا إليه سهيل بن عمرو ليتفق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن يرجع هذا العام ويعود العام المقبل، حتى لا تتحدث العرب أنه دخل عليهم مكه بالقوة، واتفقوا على اتفاق صلح، اسمه ((صلح الحديبية)). 

وهذا الاتفاق يتضمن وقف الحرب بين المسلمين وقريش عشر سنين، وأن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذنهم، وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين. 

ودخلت قبيلة خزاعة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الاتفاق؛ ودخلت قبيلة بني بكر مع قريش في الاتفاق؛ فأصبح لهم نفس الصلح بنفس الشروط. 

ومع أن الظاهر أن هذه المعاهدة ظالمة للمسلمين، إلا أنها ساعدت على انتشار الإسلام، فدخل عدد كبير من أبطال قريش في الإسلام؛ عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة - رضي الله عنهم أجمعين-، كما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمراء والملوك يدعوهم إلى الإسلام، ليعلن أن الإسلام جاء للناس جميعًا وليس للعرب فقط. 

تعليقات