 |
| عرش إبليس |
عاد إبراهيم ووالده من صلاة العشاء بالمسجد وما ان وصلا البيت حتى اجتمع أفراد الأسرة على شرب الشاي معا.
وفجأة قال إبراهيم أبي لقد تحدث إمام المسجد في خاطرته عن عرش إبليس وأنا لم استوعب ذلك فهلا شرحته لنا حتى نستفيد منه؟
قال الوالد: نعم يا ابني. ثم اعتدل قائلا. لما خلق الله آدم وأمر الملائكة أن يسجدوا له، وكان معهم إبليس فسجدوا جميعًا إلا إبليس استكبر ورفض، فكانت عاقبته الطرد من الجنة والخلود في النار يوم القيامة.
قال تعالى :
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) الإسراء ٦١
وفي موضوع آخر:
{{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72} فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{73} إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ{74} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{76} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77}
لذلك توعد الشيطان بني آدم واغوائهم وهلاكهم وإضلالهم حسدًا منه على آدم وذريته كما جاء في القرآن:
(قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [الحجر:36-40]
وهذه العداوة التي أظهرها إبليس بدأت مع بدء خلق آدم وهي عداوة ضارية لا هوادة فيها، يحاول فيها إبليس بحيله، ومكره، ودهائه وخبثه ان يهلك الإنسان وأن يأخذ به إلى الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، و لأجل ذلك صنع له عرشا واتخذ له جندا، ووضع لهم خططًا، وجعل لهم حوافز وجوائز كلما كان هلاكهم للإنسان أكثر، فوضع عرشه على الماء؛ و يجمع حوله كل يوم سراياه، ويكلفهم بخطط شيطانية لإهلاك الناس، وإحداث الوقيعة والحروب والخصومات بينهم ثم يبعثهم لتنفيذها وأدناهم منه منزلة أعظم فتنة، يجيء أحدهم إلى العرش فيقول: فعلت كذا وكذا.
فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهم.
فيقول ما تركته فلانًا حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه - يقربه -
ويقول: نعم أنت، فيلتزمه ويسر به، لأنه اصاب بيتًا وخربه على أهله، وهكذا يفعل إبليس مع كل جنوده الأشرار الذي يعملون على هلاك الناس بالمعاصي.
الدروس المستفادة من القصة
أن الشيطان عدو الله، وعدو للإنسان.
أن الشيطان يعمل على هلاك الإنسان بالذنوب والمعاصي وزرع الاختلافات والمشاكل بين الناس.
أن الشيطان يفرح حينما يرى هلاك الإنسان ويعظم فرحه كلما كان هلاك الإنسان أكبر.
أن على الإنسان المحافظة على الطاعات والبعد عن المعاصي والمحرمات حتى يحفظه الله من كيد الشيطان.
تعليقات
إرسال تعليق