مشاركة مميزة
حكاية وموعظة الرجل الكريم والدروس المستفادة من القصة لتعليم الأطفال الإحسان. مدرس أون لاين
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
رجل كريم |
أقيمت صلاة الفجر، وتقدم الشيخ عبدالله لإمامة المصلين، وقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الضحى فلما بلغ قوله تعالى: (( وأما السائل فلا تنهر)) كررها عدة مرات وهو يبكي، و في الركعة الثانية قرأ بعد الفاتحة سورة الماعون ولما بلغ قوله تعالى: ((ولا يحض على طعام المسكين)) كرارها مرارًا وهو يبكي ولما انتهى من الصلاة وسلم، والتفت إلى المصلين، وقد تعجبوا من حاله في الصلاة، فكأنه رأى ذلك منهم فواصل ختام الصلاة حتى إذا انتهى، أشار إلى رجل كبير ومعه خمسة من الأولاد،
وقال لهم حياكم تعالوا، فأقبلوا عليه. وسلموا عليه والدموع تذرف من عيني الرجل الكبير، وأما الصغار فيبدو عليهم الإرهاق والانكسار وتعجب المصلون أكثر، لانهم لم يروا هؤلاء من قبل، وليسوا من أهل المنطقة فقطع الشيخ الصمت قائلا لهم هذا أخوكم من سوريا، وهولاء أولاده، دمر بيتهم، وذهبت أملاكهم، وفروا من الدمار والهلاك إليكم بعد مقتل أحبابهم وأعزائهم، فما تقولون؟! حزن الجميع لحالهم، وذرفت دموع الكثيرين منهم، ورفعوا جميعًا أيديهم للشيخ وكل منهم يقول: هم ضيوفي يا شيخ، فرح الشيخ لهذه المشاعر وقال: لي رأي آخر، قالوا وما هو؟ قال: نوفر لهم مسكنًا، ونساعدهم في الحصول على عمل، ونقدم لهم المعونة حتى يفتح الله عليهم، كبر الجميع وقالوا تمام هذا رأي موفق، ثم هب أحدهم قائمًا، وقال يا شيخ عندي مسكن أعده لهم ان شاء الله، كبر الجميع فرحًا، وقال للرجل جزاك الله خيرًا
قاطعهم الشيخ عبدالله بإشارة يده وهو يبتسم قائلًا: اسمعوني جميعًا سأحكي لكم جميعًا قصة رجل كريم، حتى تروا عاقبة المتقين من أهل الجود والكرم فقال بصوت واحد: سمعنا يا شيخ.
اعتدل الشيخ ثم قال: كان بمصر رجل تاجر يتاجر في التمر، يقال له عطيه بن خلف وكان من الصالحين، ومن أهل الثروة، كان يعطي الفقراء، وذوي الحاجات، واشتهر عنه ذلك. ثم دارت عليه دائرة الأيام والليالي حتى ابتلي بالفقر، ولم يبق له سوى ثوب يستر عورته، وفي بيته ما يسد رمق أهله، فلما كان يوم عاشوراء، صلى الصبح في جامع عمرو بن العاص، وكان من عادته أن يخرج بعد الصلاة ليمشي في الطريق وحده فترة يتأمل في مخلوقات الله، ويستغفر الله، ثم يعود إلى بيته، وفي هذا الوقت خرج كعادته يمشي، اذا لقيته امرأة ومعها أطفال أيتام، فقالت يا سيدي.
سألتك بالله ألا ساعدتني وفرجت عني ما أنا فيه وآثرتني بشيء أستعين به على قوت هؤلاء الأطفال.
فقد مات أبوهم، وما ترك لهم شيئًا، وأنا شريفة ولا أعرف أحد أقصده، وما خرجت في هذا اليوم إلا للضرورة فقال الرجل في نفسه: أنا لا أملك شيئًا، وليس عندي غير هذا الثوب الوحيد وان خلعته انكشفت عورتي، وإن رددتها فأي عذر لي عند الله؟!
فقال لها: انطلقي خلفي حتى أعطيك شيئًا، فانطلقت خلفه إلى بيته، فأوقفها على الباب، ودخل وخلع ثوبه الوحيد وكان ثوبًا قيمًا احتفظ به من أيام ثرائه، ثم لبس القديم المرقع، ثم ناولها ثوبه، وقال اذهبي فبيعي هذا الثوب و كلوا بثمنه، فأخذته ثم دعت له قائلة: ألبسك الله من حلل الجنة ولا احوجك بعد الليلة، فتوضأ ثم نام، فرأى في منامه حوراء لم يري الراؤون أحسن منها وقد ناولته حلة من حلل الجنة، وأطعمته من فاكهتها، فلما استيقظ بكي كثيرًا، و أخبر أهله ثم قال ليه قد أريتني ما عندك، فلا تحوجني إلى أحد بعد الليلة.
قالوا فما هي إلا لحظات وعلا النور وجهه ومحياه، ثم ابتسم، ثم صمت، فجاءوا يحركونه، فإذا هو قد لقي الله.
نظر الشيخ عبدالله إلى المصلين ثم قال ما رأيكم في خاتمة هذا الرجل الكريم، فكبروا جميعًا
ثم قالوا نعم الخاتمة، حسن الخاتمة. رحمه الله، وانطلق الجميع، والأسرة السورية تشعر بأنها جزء من هؤلاء الناس.
الدروس المستفادة من القصة
تقوى الله جل وعلا. لقوله سبحانه: (ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
الكرم من صفات المؤمنين الصالحين وهو خير لصاحبه في الدنيا والآخرة.
أن المسلمين أخوة، وتعاونهم على البر والتقوى قد أمر الله به و جزاء الإحسان هو الإحسان.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق