أحداث غزوة بدر الكبرى بالتفصيل للأطفال، الجزء السابع من السيرة النبوية.

بناء المسجد النبوي 

بني رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة المسجد النبوي، الذي جعل الله ثواب الصلاة فيه بألف صلاة في غيره من المساجد، وأيضًا بني النبي صلى الله عليه وسلم بيتًا حتى يسكن فيه. 

ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه، فقال : ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد). 

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المدينة الأنصار؛ لأنهم نصروه، ونصروا دين الإسلام، وسمي مسلمي مكة ( المهاجرين)، و أخبرهم أن المسلمين كلهم أخوة، وكذلك يا أحبائي المسلمون في أي مكان إخوة. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه) متفق عليه. 

الإذن للمسلمين بالقتال

استمر كفار قريش يعادون المسلمين حتى وهم بعيد عنهم في المدينة، فقد أرسلوا إلى المهاجرين يخبرونهم أنهم سيأتونهم حتى يقتلوهم، فكان لابد للمسلمين أن يتجهزوا للقتال لحماية دعوة الإسلام، حتى تصل للعالم كله، وللانتصار للمظلومين، ونشر الأمن والسلام في الأرض. 

وأذن الله للمسلمين في جهاد الكفار أعداء الإسلام. 

غزوة بدر الكبرى

في السنة الثانية من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أرسلت قريش قافلة تجارية كبيرة إلى بلاد الشام محملة بكثيرة من الأموال والبضائع. 

وكانت هذه فرصة كبيرة للمسلمين ليستردوا بعض أموالهم التي استولى عليها كفار مكة، فاستعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج إلى هذه القافلة ومعه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا. 

ولم يتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم استعدادًا كاملًا للحرب، لأنه أراد فقط الاستيلاء على القافلة دون قتال. 

لكن القافلة علمت أن المسلمين سيهجمون عليهم، فهربوا إلى مكان بعيد. 

جيش الكفار

ولما علم كفار قريش بذلك استعدوا للحرب، فخرجوا من مكة وهم في شدة الغيظ من المسلمين؛ لأنهم تجرأوا على الاستيلاء على قافلتهم. 

مشورة الصحابة وتحرك الجيشين إلى مكان المعركة

استشار النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار في أمر القتال، فإنهم خرجوا للاستيلاء على القافلة وليس للقتال، فوافق المهاجرون، وكذلك الأنصار الذين كانوا قد عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم على حمايته داخل المدينة. 

تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى بئر بدر… 

جاء المشركون إلى وادي بدر، وعندما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقف يدعو الله، وذهبت مجموعة منهم إلى الماء، فقتلهم المسلمون. 

تنظيم الجيش وخطة المعركة

نظم رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف المسلمين. فوقف المسلمون صفوفًا بجوار بعضهم البعض، يحملون أسهمًا قوية، ينتظرون اقتراب الكفار، وعندها سيرمونهم بسهامهم القوية، فإذا هجموا عليهم أخرجوا سيوفهم. 

بداية المعركة

ثم خرج بعد ثلاثة من من أقوى فرسان قريش، وكانوا من عائلة واحدة، يطلبون المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة من شباب الأنصار، فقالوا : من أنتم؟ 

قالوا : نحن من الأنصار. 

قالوا : إنما نريد من يبارزنا من قومنا ( يعني : من المهاجرين). 

فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة، وهم : عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، فخرجوا إلى الكفار الثلاثة فبارزوهم بالسيوف، وقتلوهم. 

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ونزول الملائكة 

غضب الكفار واشتد غيظهم وهجموا على المسلمين هجمة قوية، و المسلمون ثابتون يدافعون في مواقعهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يحقق له ما وعده من النصر على الكفار، فأنزل الله الملائكة تقاتل مع المسلمين، ويرى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام يركب فرسًا، و يقاتل المشركين. 

نزلت الملائكة يقاتلون مع المسلمين، من غير أن يراهم أحد فكان الكافريقتل من فوق فرسه، ويقع من غير أن يقاتله أحد من المسلمين.. 

هجوم المسلمين على الكفار

كان المسلمون يدافعون عن أنفسهم في أماكنهم، حتى ضعف هجوم الكفار، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجوم عليه، وشجعهم على القتال في سبيل الله، وأن لهم النصر، وأن من سيموت شهيدًا في سبيل الله سيكون جزاؤه أن يدخله الله الجنة، فهجموا هجومًا قويًا على الكفار، وقتلوا كثيرًا منهم. 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أشجع المسلمين وأسرعهم إلى الكفار وأقربهم منهم، لم يخش أحدًا منهم، وكان يقول وهو يهجم على الكفار: ( سيهزم الجمع ويولون الدبر). 

يعني : ستهزم جموع الكفار، ويهربون من المسلمين. 

الشيطان ينسحب من المعركة

وكان الشيطان يشجع الكفار وقد ظهر في صورة إنسان - ولما رأى ما يفعل الملائكة بالمشركين فر هاربًا، وقال : ( إني أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب) ( الأنفال :٤٨)،حتى ألقى نفسه في البحر. 

هزيمة الكفار ونصر المؤمنين 

تراجع جيش المشركين، أمام هجمات المسلمين القوية، وقام غلامان صغيران مسلمان بقتل الكافر الشرير أبي جهل - بسيفيهما -؛ وكان مغتاظان منه؛ لأنه كان يشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

انسحب المشركون من المعركة، و المسلمون يلاحقونهم بالضرب والقتل والأسر، حتى هزموهم جميعًا، وهرب بقية الكفار خاسرين- إلى مكة. وقد قتل منهم سبعون، وأسر سبعون - أكثرهم من القادة والزعماء. 

ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة فرحين بنصر الله. 

تعليقات