قصة أصحاب الجنة للأطفال، حكاية رجلًا صالح مع أبنائه، من قصص القرآن الكريم.

أصحاب الجنة

حبايبي الحلوين.. 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. 

قصتنا اليوم التي ذكرها القرآن الكريم لكي يرشدنا من خلالها لمعان عظيمة، وصفات نبيلة ستعرفها - إن شاء الله - بين دفتي هذا الكتاب، الصغير في حجمه، ولكنه عظيم فيما يحتويه… 

قصة أصحاب الجنة، قصة تحذرنا من البخل، وعدم الإنفاق، وعدم إعطاء حقوق المساكين التي فرضها الله، من المال الذي أعطاه لنا. 

لكي لا نطيل عليكم تعالوا معي هيا اكملوا باقي المقال.. 

أصحاب الجنة

حق الفقراء والمساكين

كان هناك رجل صالح يملك بستانًا عامرًا بكل أنواع الأشجار المثمرة، تجري الماء العذبة الرقيقة خلاله فتسقيه، فينتج ما لذ وطاب من الثمار المختلفة في الشكل والطعم.. 

كان أولاد هذا الرجل الصالح يساعدونه في جني ثمار بستان أبيهم، وقبل أن يأخذوها للمنزل، كان يأمرهم والدهم بأن يعطوا الفقراء والمساكين حقهم منها، بكل طيب خاطر، فقد كان الفقراء والمساكين يعرفون اليوم الذي يجني فيها الرجل البستان؛ فيذهبون إليه لياخذوا حقهم من الثمار.. 

حق الفقراء والمساكين

المؤامرة الخبيثة

بعد موت الأب اجتمع الأولاد لكي يذهبوا لحصاد الثمار.. 

فقال أحدهم : إن أبانا كان يعطي هؤلاء المحتاجين والفقراء لأنه كان شيخًا كبيرًا لا يعلم ماذا يفعل. 

وقال آخر : نعم. ونحن باستطاعتنا أن نصبح أغنياء لو أخذنا جميع ما في  المزرعة من الثمار لنا وحدنا، ولم نفعل مثل ما فعل أبونا لكن الأبن الأوسط والذي كان أكثرهم إيمانًا وعقلًا؛ قال : إن ماترونه من نعيم خير؛ إنما هو بفضل هؤلاء الفقراء  فإن الله هو الرزاق، ويضاعف الأجر والثواب لمن يعمل خيرًا، ويخرج حق الله من ماله للفقراء والمساكين. ولكن لم يستجيبوا. 

المؤامرة الخبيثة

لا يدخل المساكين حديقتنا

وصمم وحلف أبناء الرجل الصالح على أن يذهبوا في صباح اليوم التالي يقطفون الثمار والمحصول؛ ولا يعطوا الفقراء منها؛ وبعد الفجر خرجوا بكل هدوء حتى لا يعلم بهم أحد من الفقراء والمساكين فيأتوا ليأخذوا حقهم من الثمار. 

وكانوا يتهامسون في الطريق : يجب أن لا ندع أي فقير يدخل المزرعة بعد اليوم! سيكون كل ما في البستان لنا وحدنا! فنصبح أغنياء ونستطيع أن نشتري مزرعة أخرى. 

وعاد أخوهم يذكرهم بالله وبحق الفقراء والمساكين وهم يرفضون. 

المؤامرة الخبيثة

قدرة الله 

عندما وصل الإخوة إلى بستانهم.. 

زهلوا مما شاهدوه، أهذا فعلًا بستاننا؟!! 

فى أول الأمر تشككوا حتى قال أحدهم : إن هذه ليست أرضنا، فأرضنا جنة وليست خرابًا.. شاهد الأبناء البستان وقد احترق بالكامل حتى تحول إلى رماد.. كل ما في البستان من خضراوات وثمار وفاكهة قد تحول إلى رماد و لم يبق منه شيء ينفع.. 

لأن نارًا كبيرة قد اشتعلت في جميع البستان.. 

قدرة الله

لا تحبون الناصحين

لما شاهد الأخوة منظر بستانهم..

أخذ كل منهم يلقي اللوم على أخيه.. 

وأحسوا بما فعلوه بنيتهم الفاسدة.. 

قال أوسطهم :

أرسل الله على البستان طائفًا من البلاء جعله كما ترون؛ كومة من الرماد، لأنكم لم تفعلوا كما كان يفعل أبوكم، و لم ترضوا الله فيما أعطاكم، ولم تعطوا الفقراء ولا المساكين حقهم الذي فرضه الله لهم في بستانكم.. 

ولقد نصحتكم ولكنكم لا تحبون الناصحين.. 

لا تحبون الناصحين

ندم الأبناء 

أدرك الأخوة أنهم أذنبوا ذنبًا كبيرًا ولذلك غضب الله عليهم واعترفوا بخطئهم وقالوا :

لقد حرمنا الله من مزرعتنا وقد كانت جنة عامرة بالثمار لأننا كنا ظالمين بأنفسنا؛ فقد حرمنا الفقراء والمساكين من أعطاهم حصتهم من الثمار، الذي تنتجه الحديقة. 

وأخذ يلوم أحدهم الآخر و يقولون :

إننا تمادينا في الظلم والبغي ونسينا الله وإنا لنادمون على ذنبنا هذا.

ولما تابوا وعادوا إلى الله طائعين و قد عرفوا أن أباهم الشيخ إنما كان يعمل فيما يرضى الله.. 

فكان الله يضاعف له الرزق لعمله الصالح.

العبرة والعظة

كان ما حدث لهؤلاء الأبناء؛ عبرة لهم وللاخرين من بعدهم بأن عاقبة من يعض الله ويمنع الخير ويبخل على الفقراء والمساكين جزاؤه الخسران.

الدروس والعبر

  • ياخذ العقلاء العظات والعبر من غيرهم، فلا يستمرون في السير طريق يؤدي بهم إلى ما لا تحمد عقباه. 

  • العزم على المعصية وسلوك طريقها وإن لم تعمل، يقضي على الخير الموجود لدى صاحبها. 

  • النعمة قد تكون ابتلاء من الله لصاحبها؛ هل يشكرها أم لا؟ 

  • الإحسان إلى المساكين والمحتاجين يحفظ النعمة المالية من الكوارث والنكبات. 

  • النعمة مهما اتسعت وعظمت ليست في مأمن من الفناء الذي قد يزيلها في طرفة عين. 

تعليقات