"تحقيق الرؤية" قصة سيدنا يوسف مختصرة ومشوقة جدًا للأطفال.

يوسف عليه السلام 

قصة سيدنا يوسف

في أرض كنعان من بلاد الشام كان يعيش نبي الله يعقوب الملقب بإسرائيل، أنجب هذا النبي العظيم عشرة أبناء ذكورًا من زوجته الأولى، من أبنائه الاثني عشر، فقد كان عليه السلام متزوجًا من امرأتين، أنجبت إحداهما عشرة أبناء وأنجبت الأخرى يوسف وأخيه بنيامين. 

رؤية يوسف صغيرًا

كان يوسف صغيرًا عندما رأى في منامه؛ أن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، فقام من نومه وأخبره أباه يعقوب برؤيته، فأوصاه ألا يقصها على إخوته، لأنهم كانوا يكرهونه لحب أبيه الكبير له ولأخيه الشقيق بنيامين.. 

اجتمع الإخوة العشرة وفكروا في كيفية الخلاص من يوسف حقدًا منهم عليه.. اقترح أحدهم أن يقتلوه فرفضوا، فاقترح آخر أن يرموه في بئر عميق، فوافق الجميع على ذلك. 


يوسف في البئر

فذهبوا وقالوا لابيهم: أرسل معنا يوسف يرافقنا في رعي الأغنام فيلعب ويشتد عوده، ولماذا لا تأمنا عليه ونحن نعرف مصلحته؟. فأخبرهم أبوهم أنه يخاف عليه من الذئب فقد يأكله وهم ساهون عنه.. ردوا عليه: لئن حصل هذا؛ إذا نحن خاسرون ولسنا رجالًا. 

رمي الإخوة الولد الصغير في البئر، ورجعوا إلى أبيهم بعد أن لطخوا قميصه بدماء شاة، وأخبروه أن الذئب قد أكله. فحزن عليه أبوه حزنًا شديدًا وعمي بصره من كثرة البكاء والحزن عليه…


يوسف في مصر 

وأثناء مرور قافلة على البئر أرسلوا ساقيهم ليملأ الدلو منه، فوجد فيه طفلًا صغيرًا فاستبشر وفرح القوم بهذا الغلام لأنهم يبيعونه ويكسبون به بعض الأموال.. 

توجهت القافلة إلى مصر ومعهم يوسف الصغير، ولما وصلوا إلى السوق عرضوا يوسف للبيع فاشتراه عزيز مصر بدراهم قليلة معدودة.. 

ذهب ملك مصر بيوسف إلى زوجته وهو سعيد به وطلب منها أن تحسن معاملته، وأن تكرمه لعله يكون لهما ولد.. 


عصمة الله ليوسف 

كلما مر يوم ازداد يوسف جمالًا فوق جماله، و امرأة العزيز تراقبه ويزداد إعجابها به، وفي غيبة زوجها طلبت من يوسف أن يفعل معها الفاحشة بعد أن أغلقت كل الأبواب ولكن الله عصم نبيه يوسف، فقال إني أخاف الله، ثم رأى الحاكم أن يضعه ظلمًا في السجن عدة سنوات، وفي السجن صاحب يوسف رجلين. 

ثم رأى الملك في منامه أن سبع بقرات ضعاف وهزال؛ يأكلن سبع بقرات سمان، وبحثوا عمن يفسر الرؤيا، وكان ساقي الملك أحد زملاء يوسف في السجن فذهب له ليفسر هذه الرؤيا، فقال يوسف له: إن البلاد ستمر سبع سنين جدب وقحط ينفذ فيهن مخزون القمح والخير الذي في البلاد… 

البراءة والوزارة 

ثم يأتي عام يكثر فيها الخير، فاتركوا القمح في سنبله لأعوام القحط، ولم علم الملك أن يوسف هو الذي فسر الرؤيا تذكره وأمرهم أن يأتوه به.. ذهب يوسف إلى الملك وبراءته امرأته من تهمته وأصبح يوسف وزيرِا لخزائن مصر كلها. 

وجاء إخوه يوسف لمصر ليشتروا قمحًا فعرفهم وهم لم يعرفوه، وطلب من إخواته أن يأتوا بأخيهم الصغير وإلا فلن يعطيهم قمحا، ورجعوا إلى أبيهم وطلبوا ان يأخذوا بنيامين فوافق بعد إلحاح، ورجعوا به إلى مصر.. 


دخلوا مصر من أبواب متفرقة كما أمرهم أبوهم خوفًا عليهم من الحسد. 

فكر يوسف في حيلة لكي يبقى بنيامين معه.. وضع يوسف مكياج الملك الذهبي في بضاعة أخيه، وكان في شريعتهم أن من يسرق يصير عبدًا لمن سرقه، ورجع الإخوة إلى أبيهم بدون بنيامين، وحكوا له ما حدث فلم يصدقهم.. 

جاءوا مرة أخرى إلى مصر ببضاعة رديئة لكي يستبدلوها بطعام، فلما دخلوا على يوسف قال لهم: (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ انتم جاهلون) فعرفوه أنه هو أخيهم يوسف، فطلبوا منه أن يغفر لهم خطأهم بعد أن ندموا على ما فعلوه.. فطلب يوسف من إخوته أن يأتوا بأهله أجمعين.. 


تحقيق الرؤية

جاء سيدنا يعقوب وبنوه إلى مصر وتحققت رؤيا يوسف بسجودهم له جميعًا، وظل يعقوب بها حتى حضرته الوفاة، فجمع أولاده و أوصاهم أن يدفنوه في الشام مع أبويه إبراهيم وإسحاق، وكذلك لما حضرت يوسف الوفاة وصى مثلما أوصى أبوه، وفعلًا دفنوه في الشام.. 

كان يوسف - عليه السلام - نبيًا من سلالة أنبياء: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام". 

وقد رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - في المعراج في السماء الثالثة، وقد أعطى شطر الحسن والجمال. 


استفدت من قصة نبي الله يوسف هذه الدروس

  • لا يستطيع الحاسد أن يحول نعمة الله، والمحسود عليه بالصبر. 

  • أن يتعلم الشاب العفة والطهارة، ولو عرضه المجتمع للفتن. 

  • أن نعلم بأن المحن والمصائب لا تشغل عن الدعوة إلى الله. 

  • أن يتعلم صاحب السلطة الصبر وحسن الخلق إذا أسيء إليه. 

  • أن تتعلم كيفية البر للوالدين وكيفية العتاب مع الإخوة. 


تعليقات