قصة نبي الله صالح مع قوم ثمود وقتل الناقة من قصص الأنبياء.

صالح عليه السلام

قبيلة ثمود

في منطقة تقع بين بلاد الحجاز و بلاد الشام تسمى: الحجر، كانت تعيش قبيلة ثمود.. 

هذه القبيلة كانت بعد قوم عاد.. 

أنعم الله على هذه القبيلة بالنعم الكثيرة؛ فقد كانوا ينحتون بيوتا في قمم الجبال ليعيشوا فيها في فترة الشتاء، لتحميهم من الأمطار و تقيهم من البرد القارص.. 

ويبنون القصور الفاخرة في السهول في فترة الصيف ليتمتعوا بالهواء العليل والمنظر الجميل.. 

نعم الله على قوم ثمود 

أعطاهم الله النعم الكثيرة من ماء عذب غزير، ورزق طيب وفير، وحدائق تجود بكل أنواع الثمار والزروع الطيبة. 

مع هذا كله كفروا بالله واشركوا معه الأصنام و الأوثان وعبدوها من دونه، ولم يكتفوا بذلك الكفر.. 

ولكنهم أخذوا يعيثون في الأرض فسادا فيقتلون بغير حق.. 

وينهبون أموال الغير، وطغوا وبغوا في أنحاء البلاد. 

قبيلة ثمود

بعثة نبي الله صالح

اختار الله رجلا منهم طيب الخلق، حسن السيرة، مشهورا بينهم بحكمته ورجاحة عقله، يعرفون جيدا، كان اسمه صالحا، فأرسله الله إليهم نبيا، أخذ نبي الله صالح - عليه السلام - يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، ويحذرهم من إبليس وجنوده، فهو من يأمرهم بكل شر. 

بعثة نبي الله صالح

انقسم قوم صالح - عليه السلام - إلى فريقين، الفقراء  والمساكين آمنوا به وصدقوه، ولكن السادة والأغنياء كفروا به وكذبوه.. 

اتهموه بالسفه والجنون، بل اتهموه هو من آمن معه بأنهم شؤم عليهم، وحل بهم من النحس وسوء الحال بسببهم.. 

اجتمع كفار في ناديهم واتفقوا على أن يطلبوا من صالح - عليه السلام - برهانا يدل على أنه نبي، ففكروا أن يطلبوا منه شيئا مستحيلا لا يقدر على أن يأتيهم به، فماذا كان طلبهم؟ 

قوم ثمود

ناقه الله 

أشار الكفار إلى صخرة في الجبل، وطلبوا من صالح أن يخرج لهم منها ناقة عظيمة، وأخذوا يعددون في  صفاتها حتى يعجز أن يأتي بها.. قال لهم: هل تؤمنون بالله إن خرجت لكم هذه المعجزة؟ 

أجاب الكفار: نعم سنؤمن جميعا. 

قام صالح فصلي لله ودعاه؛ وهو موقن أن يسير وسهل عليه. 

حقق الله المعجزة لصالح ما وعده، ورأى كل القوم الناقة وهي تخرج من الصخرة. فآمن كثير، وبقي نفر منهم على كفرهم وعنادهم.. 

ناقة الله

ولكن صالحا - عليه السلام - اشترط على قومه ألا يؤذي الناقه أحد، وأن يدعوها ترى حيث شاءت؛ وأن تشرب من ماءهم يوما وهم يشربون يوما، وفي اليوم الذي تشرب فيه يحلبونها ويشربون لبنها الذي كان يكفي جميع القوم.. 

استمر الحال وقتا طويلا ناقة الله تعيش بين القوم، يشربون من لبنها، و يؤمنون بها أنها آية لهم من ربهم، ويزداد عدد المؤمنين يوما بعد يوم. 

هذا الحال لم يعجب كفار ثمود، فاجتمع القوم ليلا واختاروا تسعة رجال أقوياء منهم، واتفقوا على أن يقتلوا الناقة ليستريحوا منها بالرغم من أن نبي الله صالحا حذرهم ألا يمس الناقة بسوء وإلا سيحل عليهم عذاب من الله أليم.

قتل الناقة

انبعث القوم بقيادة أشقى رجل، وكان عزيزا قويا صلدا،  اسمه قدار بن سالف، وانتظروا مرور الناقة، فضربها واحد بسهم في ساقها، فوقعت على الأرض، فاسرع هذا الشقي بسيفه، وساعده الباقون باسلحتهم حتى قتلوا الناقة. 

ذهب صالح إلى الكفار وأخبرهم بأن عذاب الله سيحل بهم بعد ثلاثة أيام كما وعدهم، فندم نفر منهم على قتل الناقة بينما سخر الباقون به كعادتهم. 

في اليوم الأول اصاب القوم خوف شديد، وازداد الهلع والخوف في اليوم الثاني، وجاء اليوم الثالث اسودت وجوههم، وفي صبيحة اليوم الرابع بعد انتهاء المهلة، جلس القوم ينتظرون ما سيحل بهم، فجاءتهم صاعقة العذاب من فوقهم، واصابتهم رجفة عظيمة من تحتهم، فأصبح القوم جثثا هامدة لا حراك فيها. 

قتل الناقة

بعد هلاك الكافرين من قوم ثمود، رجع صالح - عليه السلام - والذين آمنوا معه إلى قريته فوجدوا ما حل بهم من عذاب الله، 

ووقف صالح قائلا لهم:

" ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين" 

ثم أخذ المؤمنين وارتحل بهم إلى مكان آخر - قيل أن صالحا ارتحل بهم إلى حرم الله، فأقاموا يعبدون الله فيه حتى مات - عليه السلام - ودفن هناك. 

استفدت من قصة نبي الله صالح هذه الدروس

  • الدعوة إلى الله لابد أن تتحلى بالصبر دون ملل أو ضجر. 

  • الاعتبار والاتعاظ من قصص الظالمين التي مرت قبلنا. 

  • أن الإيمان إذا وقر في القلب جعله شجاعا قويا لا يخشى أحدا. 

  • أن يسلك المرء في دعوته أحكم الأساليب و أقوامها وأقواها. 

  • إذا لم يحسن العبد تسخير نعم الله في الدعوة تنقلب عليه نقمًا. 

تعليقات