مشاركة مميزة
حكاية ((الجمل الطيب والأشرار الثلاثة)) مكتوبة للأطفال الصغار لتعليمهم الصداقة الحقيقة والوفاء.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
كان في سالف الزمان بعد الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام…
كان هناك غابة بعيدة فيها حيوانات كثيرة..
وكان هناك اسد قوي البنية طيب القلب يحبه الجميع يعيش في وسط مملكته الهادئة سعيدًا مرتاح البال مع جميع الحيوانات التي تحبه وتقدره وتكون له التقدير والاحترام..
وكان للأسد ثلاثة أصدقاء؛ هم: الذئب والثعلب والغراب، وقد اتصفوا بالدهاء والحيلة وكان يتقربون للأسد ويتظاهرون بمحبته، وكلما افترس غنيمة جديدة انتظروا حتى ينتهي من طعامه، ثم اكلوا وما تبقى منه، وإذا جلس الأسد في عرينه التفوا جميعا حوله وأخذوا يقصون عليه حكايات مسلية وفكاهات طريفة، فحبهم الأسد وقربهم منه؛ لأنهم كانوا يدخلون السرور على قلبه ويضحك معهم من كل قلبه، وأصبح الأسد لا يقدر على فراق أصحابه الثلاثة أبدًا.
وفي يوم من الأيام مرت قافلة تجار بالقرب من الغابة الهادئة، وتأخر عنها جمل من الجمال، ولم يستطع أن يلحق باصدقائه وتائه في الغابة الكبيرة، وأخذ يسير هائمًا دون هدف وبلا وجهة محددة.
سار الجمل في الغابة الواسعة كثيرًا، وهو لا يعرف أين هو، وإلى أين يذهب حتى وصل إلى عرين الأسد! في البداية؛ شعر الجمل برعب وفزع شديد عندما رأى الأسد!
ولكن الأسد الطيب قال له: لا تخف! أيها الجمل لن أؤذيك أبدا، ولكن كل لي: كيف وصلت إلى هنا وماذا تريد؟..
اطمئن قلب الجمل قليلا وحكى للاسد، وطلب منه حمايته ورعايته، على أن يكون خادمًا له في مملكته، وينفذ ما يأمره به ويطلبه منه.
فقال الأسد: أعدك بحمايتك ورعايتك، فأنت اليوم في رعايتي، ولن أجعلك خادمًا لي، بل ستكون من أصدقائي المقربين..
تهللت أسارير الجمل وشكر الأسد كثيرًا لكرمه ونبل أخلاقه، وانضم الضيف إلى مجلس الأسد، و مرت الأيام وازدادت الصداقة؛ وقويت بين الجمل والأسد وأصبحا خير صديقين، يحب كل منهما الخير لأخيه، ويؤثر على نفسه.
وفي يوم من الأيام خرج الأسد للصيد وكانت فريسته هذه المرة فيلًا قويًا أخذ يقاتل الأسد ويحاول قتله حتى أصيب إصابة شديدة وجرح جرحًا كبيرًا، عاد الأسد والدماء تسيل منه ورقد في فراشه والتف حوله جميع الأصدقاء محاولين مداواة جروحه.
ظل الأسد في فراشها أيامًا لا يغادره أبدًا بدون طعام حتى ساءت حالته وأصبح هزيلًا ضعيفًا، فظهرت صداقة الذئب والثعلب والغراب على حقيقتها..
وكانت صداقة مصلحة؛ فبمجرد ما مرض الأسد ابتعدوا عنه، فكان كل اعتمادهم على الأسد في اصطياد الطعام، وبمجرد مرضه تخلي عنه هؤلاء الأشرار..
ولكن الجمل الطيب كان شديد الحزن على حال الأسد، ولكنه لا يملك أن يفعل أي شيء.
فكر الجمل أن يذهب إلى أصدقاء الأسد، وقال لهم: إن حال ملك الغابة في سوء يومًا بعد يوم و يجب عليهم أن يجد حلًا سريعًا ليستعيد الأسد عافيته، واقترح عليهم أن يخرج للصيد وياتون
بفريسة يأكل منها الأسد حتى يشبع و يسترد صحته وعافيته، وبذلك يمكن أن يرد جميل الأسد.
قال الثعلب المكار: معك حق أيها الجمل الطيب، ولكننا ضعاف كما ترى لانقوي على السير خطوة واحدة، ولا يمكننا الخروج للصيد، ولكن نعدك نحاول حل المشكلة..
وبالفعل اجتمع الأصدقاء الثلاثة، واتفقوا على أمر ما، وذهبوا إلى الأسد في غياب الجمل، وقالوا له: إن حالتك الصحية ساءت كثيرًا و أنت بحاجة إلى وليمة تسترد بها صحتك، عليك أن تأكل الجمل؛ فهو صيد ثمين وفير اللحم و لذيذ..
غضب الأسد كثيرا و رفض ذلك، وأعلن إخلاصه ووفاءه للجمل..
حاولوا كثيرًا أن يقنعوه، ولكنه أصر على رأيه.
لم يتوقف الأصدقاء الأشرار عند ذلك، ولكنهم فكروا فكرة شريرة، عرضها عليهم الثعلب المكار، ووافقوا جميعًا عليها، فماذا سيفعلون؟
استدعوا الجمل، وقال له الثعلب: إن كلامك أثر فيه تاثيرًا كبيرًا؛ فنحن جميعا فداء لمولانا الملك، يعرض عليه كل واحد منا نفسه ليأكله، وهو يختار من يريد أكله…
فرح الجمل الطيب بهذا الكلام الجميل، ووافقهم على هذا الرأي السديد، وهو لا يدري المسكين ما يدبرونه له!
في هذا الوقت استرد الأسد بعض عافيته، ولكنه كان جائعًا جدًا، فخرج في الغابة يبحث عن طعام يتقوى به ويستعيد صحته..
وفعلًا وجد الأسد أرنبًا شاردًا فهجم عليه وأكله.. ولكن الأرنب صغير ولا يكفي الأسد، فسار الأسد يبحث عن فريسة أخرى…
وفعلًا وجد قطيعًا من الغزلان؛ فهجم عليهم بكل قوته حتى ظفر بغزال سمين.. وعندها أكل الأسد حتى شبع وتعافي من المرض ورجع إلى عرينه…
وعندها نام الأسد في فراشه مستظهرًا المرض، لينظر ماذا سيفعل اصدقائه معه، هل يساعدونه و يضحون من أجله، وهو الذي كان يوفر لهم الطعام دائمًا ولا يتأخر عنهم أبدًا، أم يستسغنون عنه لضعفه وعدم قدرته على الصيد والافتراس حاليًا….
سيعرف الأسد الآن من الوفي منهم ومن الناكر للجميل.
وحينها ذهب الاصدقاء جميعًا إلى الأسد وأخذ، كل منهم يقول: أنا لحم سيء يا مولاي! ولولا ذلك لكنت أكلتني، حتى جاء دور الجمل الذي قال: أما أنا يا مولاي فلحمي شهي وفير ويمكنك التهامي حتى تشبع وتشفى وتسترد صحتك.
وحينها شكرا الأسد والجمل الوفي وقال له : شكرًا يا صديقي العزيز! لقد رددت الجميل الآن وأنا لست بحاجة إلى طعام، فقد شفاني الله رزقني من الطعام ما أعاد لي قوتي وعافيتي، ولست بحاجة أيضًا لهؤلاء الاصدقاء الذين لم يقابلون الإحسان بالإحسان؛ ولم يقفوا معي في وقت الشدة. وإن شئت لأنتقمن منهم، ولكني سأكتفي بطردهم من الغابة؛ حتى يكون عبرة لغيرهم..
حديث متفق عليه |
حديث متفق عليه |
حديث متفق عليه |
حديث متفق عليه |
حديث متفق عليه |
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق