مشاركة مميزة
حكاية (مغامرات الأدغال) للأطفال الصغار.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
مغامرات الأدغال |
كان في قديم الزمان في غابة بعيدة بالأدغال، مجموعة من الحيوانات في غاية الطيبة والسخاء :
الذئب الأب والذئبة الأم، بالو الدب البني، باغيرا الفهد الأسود، تاباكي ابن آوى، آكيلا الذئب المتوحد.
وفي الأدغال تلك كان يعيش أيضًا : ريكتا النمس، مانج الوطواط، مور الطاووس، هاتي زعيم الفيلة، شعب القردة، كالحية الشريرة، و شيرخان النمر المفترس الذي لا يشبع.
وذات يوم وبينما يصطاد الذئب وزوجته توقف فجأة ومنع الحركة وهو يسمع " ثمة شئ يرتقي التلة "، قال لزوجته : كوني على استعداد! وسمع حفيف أغصان، فتكور الذئب على نفسه استعدادًا للقفز.
وانطلق صوت حركة الأغصان، في قفزة من قفزاته المعهودة، لكنه توقف في الفضاء ووقع على قوائمه بعد ثانية من انطلاقه، كانت الدهشة ملء عينيه عندما قال لزوجته : انه طفل ليس إلا، طفل ضائع في الادغال… ليس بإمكاننا أن نتركه هنا فسوف يموت حتمًا بل نأخذه معنا ولنقم على تربيته كلنا وسط الأدغال ونسميه موغلي، وهكذا عاش موغلي، طوال عشر سنين مع الحيوانات في الغابة ويومًا بعد يوم كان الدب بالو يعلمه، على طريقته، قانون الأدغال.
وكان الفهد الأسود، باغيرا يتسلل أحيانًا وسط النباتات كي يشاهد موغلي، وكان يهمهم ويتأفف كلما سمع الولد الآدمي يردد ماتعلمه من بالو، تعلم موغلي تسلق الأشجار، والسباحة في مياه النهر والعدو برشاقة، علمه جميع سكان الأدغال أسرار الشجر والماء : كيف يميز بين غصن سليم وغصن تالف، وتربي موغلي مع صغار الذئاب حتى بات يعرف لماذا يضطرب العشب في الغابة، وكيف يهب الهواء الساخن في الليالي، كان ينام في الهواء الطلق، تحت أشعة الشمس أو ضوء القمر والنجوم، عاش موغلي بسعادة مع أصدقائه إلى أن جاء يوم قيل إن الذئب أكيلا زعيم المجموعة سوف يفارق الحياة، وبموت أكيلا يموت حامي القانون في الأدغال.
والآن على موغلي وأصدقائه أن يدافعوا عن أنفسهم ضد الدخلاء من الحيوانات، جمع أكيلا الذئب المتوحد، الحيوانات وقال لهم أن علي موغلي العودة إلى ذويه حيث ينتمي، النمر المفترس شيرخان لا يحبه وحياته الآن بيننا معرضة للخطر….
وعندما سمع موغلي ما قال أكيلا أحس بألم وبشعور لم يألفه من قبل وبكى وتساقط الدموع على وجنتيه.
وتساءل خائفًا : ماذا يحدث؟ لا أرغب في مغادرة الأدغال… ولا أعرف ما يحدث لي؟ قال باغيرا : عليك أن تغادرنا الآن، لكننا لن ننساك أبدًا طيلة حياتنا، قال موغلي : سوف أعود بالتأكيد إلى الأدغال، لا تنسوني، انحدر موغلي نحو القرية، في طريقه إلى الناس الذي ينتمي إليهم، وهو يحمل معه من الدروس التي تعلمها من الأدغال الكثير والكثير.
فقد علمته كلاب الأدغال الوفاء وعدم الغدر، وعلمته الأسود كيف تكون الزعامة، وتعلم الشجاعة من الذئب أكيلا، وتعلم العطاء والرحمة من الأشجار الخضراء، كانت الأدغال بالنسبة إلى موغلي هي المعلم الأول لكل فنون الحياة، إلا أنه في النهاية عاد إلى بيئته ونوعه من البشر، وهذه هي سنة الحياة.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق