قصة موسى والخضرمختصرة جدًا للأطفال، من قصص القرآن الكريم.

موسى والخضر

أحبائي الصغار 

هل تذكرون ما اسم هذه السلسلة؟ نعم.. نعم

إنها سلسلة قصص القرآن فيها الحكم والموعظة الحسنة.. 

وكذلك الغرض الأول منها التعليم، وطلب العلم.. 

نعم نتعلم منها.. لأن هذه السنة سنها الله - عز وجل - لأنبيائه؛ علمهم - سبحانه وتعالى - بنفسه أو جعل ناسًا صالحين يعلمونهم.؛ ناس عاديون يعلمون بعض أنبياء الله ورسله!! 

نعم لأن علم الله يعطيه من يشاء.. 

تعالوا لنرى قصة العبد الصالح الذي كان أعلم من سيدنا موسى - عليه السلام -، وعلمه من العلم الذي اختصه الله به… 

هيا اقرأ هذا المقال لكي تتعلم منه… تفضلوا معنا…


أعلم أهل الأرض!! 

أعلم أهل الأرض!!

كان موسى - عليه السلام - يدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله وترك عبادة ما سواه من حجر وشجر وبشر. 

وكان - عليه السلام - خطيبًا بليغًا، قوي الحجة، سريع البديهة. 

وفي يوم من الأيام قام - عليه السلام - في قومه ووعظهم موعظة بليغة، ثم أجاب على أسئلتهم جميعًا.. 

وبعد أن انتهى من خطبته سأله أحدهم _ هل من أحد على وجه الأرض أعلم منك يا نبي الله؟ فأجابه موسى - عليه السلام - :لا 

فعتب الله عليه، وأخبره أن هناك من هو أعلم منك يا موسى؟ 


رحلة موسى للقاء الخضر

أوحى الله لموسى - عليه السلام - أن أذهب لمقابلة الرجل الذي هو أعلم منك، بمكانه عند مجمع البحرين.. خرج موسى وأخذ معه فتاه يوشع بن نون، وأخذ معه سلة بها طعام وسمكة، وضرب الله لموسى لحظه مقابلة العبد الصالح وهي عندما ترد الحياة إلى السمكة وتقفز في البحر، فيفقدها موسى..

بعد أن قطع موسى - عليه السلام - الصحراء ووصل إلى مجمع البحرين، جلس على صخرة، فغفت عيناه وراح في النوم، بينما سهر الفتى ولم ينم، وفي هذه المنطقة دبت الحياة في السمكة فانطلقت نحو البحر دون أن يدري موسى وفتاه بذلك… 

رحلة موسى للقاء الخضر

لقاء موسى بالخضر

لقاء موسى بالخضر

وفي الصباح قام موسى والفتى ومشيا حتى أحسا بالجوع، ففتح الغلام السلة ليخرج الغذاء، فلم يجد السمكة فرجعا إلى المكان حيث فقدها، فوجدا رجلًا يقف على الصخرة و علامات الصلاح تبدو على وجهه، فقال له موسى هل أنت العبد الصالح. فأجاب : نعم فأستاذنه موسى أن يصاحبه ليتعلم منه.. 

اشترط العبد الصالح على موسى لكي يصاحبه أن يتحلى بالصبر؛ 

وكذلك لا يسأله عن أي شيء يفعله حتى يخبره به بنفسه.. وأخبره أنه لا يقدر أن يصبر ما سيراه.. 


خرق السفينة وقتل الغلام

أراد العبد الصالح أن يعبر البحر للضفة المقابلة فركب هو موسى في سفينة، وبعد نزولهما، أخذ العبد الصالح قدومًا وضرب جانب السفينة فأحدث فيها ثقبًا ليعيبها دون أن يغرقها.. 

لم يقدر موسى أن ينتظر أن يخبره عن سبب ما فعله، فسأله : هل تريد أن تغرقها، وقد حملنا أصحابها دون أجر؛ لماذا فعل ذلك؟!! 

فرد عليه : ألم أقل لك أنك لن تصبر على رفقتي!! 

فاعتذر موسى. 

ثم سارا فوجد صبية في مدخل قرية، فأخذ الرجل غلامًا منهم وقتله… لم يقدر موسى كذلك على أن يسكت فسأله : أتقتل نفسًا بدون أن ترتكب ذنبًا، إن هذا شيء ينكره العقل ويرفضه.. 

فذكره الرجل بما كان بينهما!! فاعتذر موسى للمرة الثانية.. 

خرق السفينة وقتل الغلام

فراق موسى والخضر

 ساره موسى مع العبد الصالح حتى دخلا قرية، وسألا أهلها أن يعطوهم طعامًا ليذهبا ما بهما من جوع، فرفض أهل القرية ذلك.. 

ولما تعبا جلسا ليستريحا بجوار حائط البستان، ولما رأى العبد الصالح أن الحائط على وشك الوقوع، هدمه ثم بناه.. تل فقال له موسى لو أردت لأخذت على ذلك العمل أجرًا!! 

وهنا قال العبد الصالح لموسى : هذا فراق بيني وبينك، و سأخبرك بكل ما لم تعلم به، وسأفسر لك كل عمل رأيته.. كانت السفينة لمساكين يأكلون من عملها وكان بعدهم ملك يأخذ السفن غصبًا عن أصحابها، فخرقتها لكي لا يأخذها هذا الملك. 

فراق موسى والخضر

الفراق 

وأما الغلام فقد قتلته لأن والديه صالحان مؤمنان، ولو عاش سوف يعقهما ويتعبهما، لانه سيكون كافرًا شقيًا، فلعل الله أن يبدلهما غلامًا غيره يبرهما ويحفظهما في كبرهما. وأما الجدار فكان الوالدين صغيرين مات أبوهما وكانا الأبوان صالحين، وكان تحت الجدار كنز، فأعدت بناءه لحين كبر الوالدين ويستخرجا من الكنز من تحت الجدار، فلا يأخذه أحد غيرهما. 

ثم وضح العبد موسى الصالح لموسى أن كل ما فعله ليس من تلقاء نفسه، ولكنه كان بوحي من عند الله - عز وجل - 

افترق موسى والعبد الصالح بعد هذا ولم يتقابلا مرة أخرى ولكن تركا لنا عظات عديدة وفوائد غالية.. 

اقرأ المقال جيدًا يا عزيزي لكي تعرف بعضها…

الفراق
 

 الدروس والعبر

  • رد العلم لله وعدم اعتبار المرء نفسه أعلم الناس. 

  • اتخاذ الرفيق للاستئناس به و الاستعانة به عند الحاجة، كما اتخذ موسى - عليه السلام - يوشع بن نون رفيقًا له خلال الرحلة. 

  • السفر لطلب العلم؛ حيث سافر موسى - عليه السلام - إلى مجمع البحرين. 

  • تقسيم الأدوار والمهمات خلال السفر يخفف الأعباء ويزيد من الترابط والتلاحم بين المسافرين. 

  • يحفظ الله الذرية وما تملكه من أموال بصلاح الآباء، حيث سبب الله - تعالى - موسى والخضر لحفظ كنز الطفلين اليتيمين لأن أباهما كان من الصالحين. 

تعليقات