مولد المسيح عيسى والاستفادة من قصة نبي الله عليه السلام

عيسى عليه السلام

قصة المسيح عيسي عليه السلام 

تعالوا يا أحبائي نبدأ القصة من بداية نذر جدته امرأة عمران، التي ورد ذكرها في أي سورة يا أحباب، ما في بطنها لله، فلما علمت أن مولودها أنثى حزنت، ولكنها وفت بنذرها وأخذت الطفلة الصغيرة مريم إلى محراب المسجد لتخدم بيت الله.. 

وذات يوم جاءها جبريل الأمين في محرابها وأخبرها أن الله سيهب لها غلامًا، ونفخ فيها نفخة من روح الله فحملت.. 

ذهبت مريم إلى مكان بعيد في بيت لحم قريتها التي تعيش فيها وأسندت ظهرها إلى جذع نخلة فقد حان مولد الغلام.. 


مولد عيسى

تمنت مريم أنها ماتت قبل أن ذلك ولكنها سمعت صوتًا من تحتها يطمئنها ويخبرها ويطلب منها أن تهز جذع النخلة فينزل عليها رطبًا لكي تأكل وتتقوى وتسترد عافيتها، ويخبرها أيضًا بأن مولودها نبي الله … استغربت مريم من أن ولدها الصغير يتكلم وهو في مهده.. 

لما رجعت مريم إلى قومها اتهموها باتهامات عديدة و عتبوا عليها عتابًا شديدًا، ولكنها أشارت إلى وليدها، أن يكلموه، استغرب القوم كيف نكلم من كان في المهد صغيرًا، رد عليهم نبي الله: إني عبد الله ونبيه، أعطاني الكتاب وأرسلني نبيًا.. 


عيسى في مصر

خافت مريم من غدر قومها اليهود ومكرهم، فحملت ابنها الصغير ثم توجهت إلى مصر؛ حيث تجد الأمن والأمان هناك - فمن قديم الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مصر كانت ومازالت وستظل بمشيئة الله بلد الأمن والأمان - ومكثت في مصر حتي أصبح ابنها ( نبي الله عيسى) شابًا يافعًا، فرجعت به إلى مسقط رأسه ( بيت لحم بفلسطين).. 


معجزات عيسى

ظل عيسى يدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله؛ ويرشدهم إلى طريق القويم، وهم لا يطيعونه في ذلك، وظلوا في غيهم وعنادهم لدعوته، ومن حين لأخر يطلبون منه المعجزات ليأتي بها فأخذ سيدنا عيسى عليه السلام يعدد لهم معجزاته فقال:

قال تعالى: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.. [آل عمران : 49].


أخذ عيسى عليه السلام يطلب من قوم نصرة دينه؛ فآمن بعض الفقراء والمساكين، وهم الذين ناصروه ولم يكن عددهم بالكثير إذ كانوا لا يزيدون عن أثنى عشرة رجلًا، والحواريون أو حواري عيسى.. 

طلب عيسى ممن آمن به أن يصوموا شهرًا تعبدًا لله فأطعوه، ولما أتموا الشهر وأرادوا أن يفطروا طلبوا من نبيهم عيسى عليه السلام طلبًا غريبًا جدًا.. 

المائدة 

طلب الحواريون من عيسى أن يجعل الله ينزل عليهم مائدة من السماء يأكلون منها، وتكون لهم عيدًا بعد صيامهم ..

طلب عيسى عليه السلام من ربه المائدة قائلًا له: ( اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين) 

أنزل الله عليه المائدة فيها من أشهى الأطعمة، فأكل منها أغلب بنو إسرائيل، وأصبح هذا اليوم يوم عيد لفترة طويلة.. 


بشارة عيسى بمحمد

دبر اليهود حيلة لقتل نبي الله عيسى عليه السلام، وأمر الحاكم بالبحث عن عيسى في كل مكان لقتله، ولكن الله حماه وحفظه وبشره بأنه سيرفعه إليه، وأرشد على مكانه رجل من منافقي بني إسرائيل، ولما وصلوا ألقى الله على هذا الرجل شبه عيسى فظنوه وهو وقاموا بقتله، ورفع الله عيسى إليه لكي ينزله آخر الزمان، داعيًا إلى دين النبي محمد بعد أن بشر عيسى بمبعثه.. 

قال عيسى عليه السلام لبني إسرائيل:

( إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) 

بعدما رفع الله تعالى عيسى عليه السلام إليه قالت بعض النصارى: أنه إله. وقالت البعض: إنه ابن إله. 

ولكن الله أنكر عليهم هذا كله في القرآن الكريم، وأقر عيسى عليه السلام أنه لم يقل ذلك.. 

وها هو الرسول محمد عليه السلام يبشرنا بنزول النبي عيسى عليه السلام و يخبرنا ببعض ما يفعله:

" والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل ابن مريم حكمًا مقسطًا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" 


استفدت من قصة نبي الله عيسى هذه الدروس

  • ولادة المسيح أمر عجيب عند الناس، لكنها عند الله أمر يسير. 

  • الغلو في الأنبياء والصالحين، طريق الشرك على مر الزمان. 

  • التركيز على حقيقة الوحدانية و دحض عقيدة التثليث. 

  • الفارق الكبير بين حواري عيسى وحواري محمد عليهما السلام. 

  • أدب العبد المختار (سيدنا عيسى) مع إلهه و معرفته بربه. 




تعليقات