السيرة النبوية عن أحداث "غزوة أحد" بالتفصيل للأطفال (انتصار المسلمين).

غزوة أحد

غزوة أحد

استعداد قريش للانتقام من المسلمين

اشتد غيظ كفار قريش على المسلمين بعد ما أصابهم من الهزيمة في معركة بدر، و استعدوا للانتقام وأخذ الثأر من المسلمين. 

فأخذوا المال التي نجا وبقى من قافلة أبي سفيان، والتي كانت سببا في معركة بدر، واستعانوا به على إعداد جيش قوي لقتال المسلمين، و قرروا الخروج إلى المدينة لقتال المسلمين. 

تحرك جيش الكفار

تجمع عدد كبير من الكفار لهذه الحرب. وكان قائد جيشهم أبي سفيان بن حرب، و قائد الفرسان خالد بن الوليد - ولم يكونا قد أسلما بعد -. 

انطلق ترك جيش الكفار إلى المدينة حتى نزل قريبا من جبل أحد. 


استعداد المسلمين وانطلاق جيشهم

علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخروج جيش الكفار إلى المدينة، فتحرك جيش المسلمين، حتى نزلوا بجوار جبل أحد، وجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه، ونظمهم صفوفًا للقتال، و اختار منهم مجموعه من الرماة الماهرين، وجعل الصحابي الشاب عبد الله بن جبير قائدا لهم، و أمرهم بالوقوف على جبل - سمي بعد ذلك بجبل الرماة. 

وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحملوا الجيش من الخلف، وألا يتركوا أماكنهم أبدا مهما كانت نتيجة المعركة، حتى لو انهزم المسلمون، وألا يشاركوا في جميع الغنائم إن انتصروا. 


أحداث المعركة

تقدم أحد حملة لواء المشركين وهو طلحة بن أبي طلحة، وكان من أشجع فرسان قريش، يدعو إلى المبارزة وهو راكب فوق جمله، فخرج له الزبير بن العوام وقفز معه على جمله،  ثم رماه على الأرض و قتله بسيفه، ثم بدأت المعركة، وهجم الكفار على المسلمين بكل قوتهم واشتد القتال بين الجيشين. 

وكان المسلمون يقصدون كل من يحمل لواء المشركين، فيقتلونه، حتى قتلوا جميع من حمله من الكفار، فقتلوا أحد عشر رجلا ممن حمله من الكفار، فسقط اللواء على الأرض، ولم يجد من يحمله. 

قاتل المسلمون الكفار قتالا شديدا، وأضعف من قوتهم كثيرا. 

فأخذ الكفار ينسحبون، ويفرون من المعركة، ونصر الله المسلمين، وهزم الكفار هزيمة شديدة. 


غلطة الرماة الكبيرة

رأى الرماة الذين كانوا فوق الجبل أن المسلمين قد انتصروا على الكفار، وبدأوا في جمع غنائم العدو، فقال بعضهم لبعض: الغنيمة، الغنيمة، انتصر أصحابكم، فماذا تنتظرون؟ لم يعد وقوفنا هنا فائدة!

فقال لهم قائدهم عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! 

لم يستجب أغلب الرماة لتذكير قائدهم عبد الله بن جبير لهم بأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركوا مكانهم فوق الجبل، والتحقوا بباقي الجيش ليشاركوا في جمع الغنائم. 

وهكذا خالف الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يبق إلا عبد الله بن جبير وعشرة من أصحابه الذين أصروا على البقاء في مكانهم حتى يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم. 

ولما رأى خالد ابن الوليد (قائد فرسان قريش) نزول أغلب الرماة من فوق الجبل، انطلق بمن بقي من جيش الكفار، وداروا من خلف جبل الرماة وقتلوا عبد الله بن جبير وأصحابه، ووصلوا إلى جيش المسلمين من الخلف، فهجموا عليهم وهم مشغولون بجمع الغنائم. صاح خالد ينادي الجيش المنسحب: ان ارجعوا، فعاد كل منهزم منهم. وهجموا على على المسلمين من أمامهم، ووقع الاضطراب في صفوف المسلمين، وقد حاصرهم جيش الكفار من الخلف ومن الأمام، ولم يبقى أحد فوق الجبل يحميهم. 


هجوم الكفار ونجاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

كان عدد المشركين يتضاعف، وازداد هجومهم على المسلمين، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم من استطاع أن يخترق طريقا إلى أعلى الجبل وينجو من معه، وحاول المشركون الوصول إليهم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم عمر بن الخطاب مع جماعة من المهاجرين، فقاتلوهم حتى أهبطوهم من الجبل. 

شجاعة الصحابة رضي الله عنه

قام المسلمون ببطولات نادرة وتضحيات رائعة. فكان أبو طلحة يقوم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرفع صدره ليحميه من سهم العدو. 

ويقول: بأبي أنت وأمي لا تظهر فيصيبك سهم من سهام العدو، نحري دون نحرك. 

يعني: أقتل أنا ولا تقتل أنت. 

وقام أبو دجانة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحماه بظهره والنبل يقع عليه وهو لا يتحرك. 

وقاتل مصعب بن عمير قتالا شديدا، وكان اللواء بيده، فضربوه على يده اليمنى حتى قطعت، فأخذ اللواء بيده اليسرى، وثبت حتى قطعت يده اليسرى، ثم سقط عليه بصدره وعنقه حتى قتل، وكان الذي قتله يحسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم - لشبهه به - فنادى بأعلى صوت إن محمد قد قتل. 

الرسول صلى الله عليه وسلم يواصل المعركة ولما قتل مصعب، أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء علي ابن أبي طالب، فقاتل قتالا شديدا، وكذلك باقي الصحابة الموجودين حول النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما علم باقي الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال حيا تجمعوا حوله، ونجح النبي صلى الله عليه وسلم في الانسحاب المنظم، ووصل باقي جيش المسلمين إلى مكان آمن خلف الجبل. 


شماتة أبي سفيان بعد نهاية المعركة

ولما أراد الكفار الانصراف، نظر أبو سفيان من فوق الجبل، فكان مما قال: يوم بيوم بدر. يعني: هزمناكم في معركة أحد؛ كما هزمتونا في معركة بدر

فأجاب عمر، وقال: لا يستوي؛ فقتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار. 

تعلم المسلمون في هذه المعركة درسًا مهمًا في حياتهم، وهو: أن طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم هو أهم سبب من أسباب النصر. 

 كما أن معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو السبب الرئيسي لكل هزيمة. 

تعليقات